Minggu, 31 Mei 2015

موقف اللغويين العرب من علم الدلالة الحديث

مفهوم علم الدلالة الحديث (السيمانتيك)
السيمانتيك مأخوذ من الكلمة الإنجليزية semantics أو الفرنسية semantique . ويطلق بعلم الدلالة في اللغة العربية.
علم الدلالة هو العلم الذي يدرس المعنى أو هو ذالك الفرع من فروع علم اللغة الذي يدرس الشروط الواجب توافرها في الرمز حتى يكون هذا الرمز قادرا على حمل المعنى،[1] أو ذلك الفرع من علم اللغة الذي يتناوله نظرية المعنى.[2]
وهذا الرمز الذي يكون موضوعا لعلم الدلالة إما أن يكون لغويا أم غير لغوي. فالرمز اللغوي مثلا إذا تلفظ شخص ما بكلمة "رجل" ، فإن أصوات هذه الكلمة تعد مثيرا يستدعي في ذهن السامع صورة ذلك الإنسان من جنس الذكر القوي العاقل البالغ. أما الرمز غير اللغوي فإما أن يكون بصوت مثل طرق الباب يدل على طلب الإذن بالدخول أو بدون صوت مثل تحريك الرأس يمينا شمالا إشارة إلى الرفض.[3]
ومثل ذلك أيضا ما عبره الدكتور أحمد سليمان ياقوت عن الأهداف لهذا العلم فقال : أما علم الدلالة semantics  فهو فرع من فروع علم اللغة ، ويهدف إلى معرفة المعنى المستقى من اللفظ أو من سياق الحال أو من الإشارة أو من كل ما يمكن أن يستقى منه معنى.[4] فهو يعد من الرموز كلها سواء كانت لغوية أي منطوقة أم غير لغوية مثل الإشارات الضوئية وعلامات المرور و رسم رجل أو امرأة على أبواب الحمامات ورسم سيجارة عليها خطان متقاطعان التي تدل على ممنوع التدخين وغير ذلك مما تعطي دلالات معينة كلها من أهداف علم الدلالة.
ومع إن علم الدلالة يدرس عن الرموز كافة مع أنه يهتم اهتماما خاصا بالرمز اللغوي. فعلم الدلالة يركز على الرموز اللغوية بخلاف علم الرموز semiotic يدرس الرموز اللغوية وغير اللغوية.[5] وعلم الدلالة لا يقتصر في دراسته على دلالة المفردات فحسب ، بل إنه يتعدى بدراسة دلالات الكلمة في سياقاتها المختلفة ، وكذلك دلالات العبارات والجمل والأساليب ، حتى يصل إلى معنى النص بعامة.
 من خلال هذا هناك بحوث كثيرة ينظمها علم الدلالة الحديث واستقل الآن كل منها عما عداه منها : البحث في معاني الكلمات ومصادر هذه المعاني ما يسمى بعلم المفردات lexcicologies ، والبحث في القواعد المتعلقة باشتقاق الكلمة وتعريفها وتغير أبنيتها بتغير المعنى ما يعرف بعلم البنية morphologie ، والبحث في أقسام الكلمات وأنواع كل قسم ووظيفة الدلالة وأجزاء الجملة وترتيبها ويطلق  عليه علم النظم syntax ، والبحث في أساليب اللغة واختلافها باختلاف فنونها من شعر أو نثر ويطلق عليه اسم علم الأساليب stylistics .[6]
قال الدكتور سليمان ياقوت إن هناك ثلاثة اتجاهات حديثة في الدرس الدلالي[7] :
الاتجاه الأول :
يدرس المعنى على مستوى اللغة المفردة على نحو ما يجري فب المعجمات.
الاتجاه الثاني :
يدرس المعنى كما في الاتجاه الثاني ولكن يتوسع في الدراسة فيدرس المعنى على مستوى التراكيب كذلك بجانب مستوى اللفظة المفردة ، ومن ثم فإن لأصحاب هذا الاتجاه فرعان لعلم الدلالة : السيمانتيك المعجمي ، والسيمانتيك النحوي.
الاتجاه الثالث :
يخصص المعنى في مستوى اللفظة والعبارة كليهما ولكن في إطار اجتماعي معين ومن زاوية معينة ، وهي زاوية الاستعمال الحي في البيئة الخاصة.

نشأة علم الدلالة الحديث
لعل أول دراسة علمية حديثة تتصل بالمعنى من ناحية واللغة من ناحية أخري هي تلك الدراسة التي قام بها اللغوي الفرنسي "ميشيل بريل" وذلك في بحث له بعنوان "مقالة في السيمانتيك" essai de semantique عام 1897 م حيث اهتم ببحث دلالة بعض الألفاظ في بعض اللغات القديمة التي تنتمي إلى العائلة الهندية الأوروبية مثل اللغات اليونانية واللاتينية والسنسكرتية. ثم انتقل المصطلح سمانتيك إلى اللغة الإنجليزية semantics للدلالة على البحث في المعنى وأصبح يدل على الدراسة العلمية للدلالة حتى اليوم. وقد ظهر قبله أو تقدمه ماكس مولر الذي صرح أن الكلام والفكر متطابقان وذلك في كتابيه : The science of language (1862) ، و the science of thought (1887) ، إلا أنه لم يفرق بين علم اللغة والتحليل المنطقي للمعنى.[8]
كانت الدراسة في الجانب الدلالي مقصورة على الناحيتين التاريحية والاشتقاقية للألفاظ كما فعل "بريل" دون الاهتمام بالجانب الرمزي أو الاجتماعي أو المظاهر الإنسانية الأخرى في تفسير ماهية المعنى ثم تطور البحث في علم الدلالة في أوروبا بعد ذلك وارتبط تاريخ هذا العلم وخاصة من حيث وضع نظريات في المعنى كما فعل "رتشاردز و أوجدن" حينما أخرجا كتابهما "معنى المعنى" عام 1923 وحاولا فيه وضع نظرية فلسفية للعلاقات بين المعنى والرمز.[9] 

موقف اللغويين العرب من علم الدلالة الحديث
دعا الدكتور رمضان عبد التواب إلى فتح العيون على كل جديد ، ودراسته ، وتأمله ، كما فعل القدامى مع التراث الأغريقي والسرياني ، عندما نقله المترجمون في العصر العباسي الأول إلى العربية.[10] وفي ذلك يستعير كلمة الدكتور عبده الراجحي حين قال : إن الدعوة إلى رفض المنهاهج اللغوية ، دعوة غير صحيحة ، بل هي دعوة غير إنسانية ، ولا أشك لحظة في أنها ضارة بالعربية نفسها. ومن الضروري أن نفيد مما يطوره الناس وأن نشارك محم في هذا التطوير ، ولا أشك لحظة أيضا في أن المناهج الحديثة – مع إدراكنا أصول النحو العربي- تقدم فهما أفضل للعربية.[11]    
فقد اهتم اللغويون بتحديد دلالة الألفاظ ، والبلاغيون بقضية الحقيقة والمجاز ، وكتب علماء أصول الفقه دراسات مستفيضة في مقدمات كتب الفقه في إطار تعرفهم على الدلالة كوسيلة لفهم النص الديني واستخراج الأحكام ، أما الفلاسفة والمتكلمون فقد اطلعوا على آراء أفلاطون وأرسطو وغيرهما من فلاسفة اليونان وناقشوهم كما بحثوا في الدلالة في النص القرآني.[12]
نجد طائفة من علماء العربية يذهبون إلى أن بين الكلمة ومعناها مناسبة طبيعية ويستمدون شواهدهم على ذلك من كلمات كثيرة تشير إلى المناسبة الطبيعية بين اللفظ وما يدل عليه ، وكان أول من أشار إلى ذلك الخليل بن أحمد (ت 175 ه) وتلميذه سيبويه (ت 180 ه) ، قال سيبويه كما نقله ابن جني (ت 392 ه) في المصادر التي تأتي على وزن فعلان إنها تأتي للاضطراب والحركة ، نحو : الغليان.[13]  
 وتجدر الإشارة إلى أن معظم اللغويين القدامى ولا سيما العرب منهم وقفوا من مظاهر التغيّر اللغوي عامة موقفا متشددا، إذ دأبوا على عدّ كل انحراف عن أنظمة اللغة أو دلالات ألفاظها خطأ يجب أن يقاوم[14].

جهود العرب في علم الدلالة
الجاحظ
طبيعة المعاني:
المعاني القائمة في صدور النّاس المتصوَّرَة في أذهانهم والمتخلِّجة في نفوسهم والمتَّصِلة بخواطرهم والحادثة عن فِكَرهم مستورةٌ خفيّة وبعيدةٌ وحشية محجوبةٌ مكنونة
المعاني خلافُ حُكمِ الألفاظ لأنْ المعانِيَ مبسوطةٌ إلى غير غاية وممتدّةٌ إلى غير نهاية وأسماءَ المعاني مقصورةٌ معدودة ومحصَّلةٌ محدودة
أصنافِ الدِلاَّلات خمسة أشياءَ:
1-
اللفظ:
2-
الإشارة تكون باليد وبالرأس وبالعين والحاجب والمَنْكِب إذا تباعَدَ الشخصان، وبالثَّوب وبالسَّيف وقد يتهدَّد رافعُ السَّيف والسَّوط فيكون ذلك زاجراً ومانعاً رادعاً ويكون وعيداً وتحذيراً
3-
الخطُّ: ومما ذكَر اللَّهُ عزّ وجلّ في كتابه من فضيلة قوله تعالى:
(اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ),وأقسم به، فقال: (ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ). وقالوا ”القلمُ أبقى أثراً واللسان أكثَرُ هَذَراً)
4-
العقد: والدليل على عظم قدره: (الرَّحْمَنُ عَلّمَ القُرْآنَ خَلَقَ الإنْسانَ عَلَّمَهُ البَيَانَ الشَّمْسُ وَالْقمَرُ بحُسْبَانِ) وقوله: (هُوَ الَّذِي جَعَل الشّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً وقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ)
النِّصبة: فهي الحالُ النَّاطقة بغير اللّفظ والمشِيرة بغير اليد وذلك ظاهرٌ في خلْق السماوات والأرض وفي كلِّ صامتٍ وناطق وجامدٍ ونامٍ ومُقيم وظاعن وزائد وناقص. فالدَّلالة التي في المَوات الجامد كالدّلالة التي في الحيوان الناطق فالصَّامتُ ناطق من جهة الدّلالة والعَجْماء مُعْرِبةٌ من جهة البُرهان

ابن فارس: معجم مقاييس اللغة
(أ) رد المشتقات إلى أصول: إن لمفردات العربية مقاييس صحيحة وأصولا تتفرع منه:
(جمر) الجيم والميم والراء أصلٌ واحدٌ : يدلُّ على التجمُّع.
-
الجَمر جَمْر النَّار معروف، الواحد جمْرة.
-
الجُمّار: شَحْمَةُ النَّخْلة.
-
جَمَّرَ فلانٌ جيشَه إذا حبَسَهم في الغَزْوِ ولم يُقْفلْهُم إلى بلادهم. وحَافِرٌ مُجْمَرٌ: وَقَاحٌ صُلْبٌ مجتمع.
-
الجَمَرَات الثلاثُ اللّواَتي بمكّة يُرْمَيْنَ من ذلك أيضاً، لتَجَمُّعِ ما هناك من الحصى.
-
جمَرات العرب فقال قوم: إذا كان في القَبِيل ثلاثمائةِ فارسٍ فهي جَمْرَةٌ، وقال قوم: كلُّ قبيلٍ انضمُّوا وحاربوا غيرَهُم ولم يُحالفوا سواهم فهُمْ جمْرة.
-
جَمَّرَتِ المرأةُ شَعْرَها، إذا جمَعَتْهُ وعَقَدَتْهُ في قفائها، وهذا جَميرُ القوم أي جمعهم.
(جمل)
الأول تجمُّع وعِظَم الخَلْق
-
أجْمَلْتُ الشَّيءَ، وهذه جُمْلَة الشَّيء، وَأجْمَلْتُه: حصّلته.
-
ويجوز أنُ يكون الجَمَل من هذا، لِعظَم خَلْقه،
الجُمَّل حَبْل غَليظ، وهو من هذا أيضاً.
الجُمَاليّ: الرَّجُل العظيم الخَلْق، كأنه شُبِّه بالجمل.
والثاني حُسْنٌ
الجَمَال، وهو ضدُّ القبح، ورجلٌ جميل وَجُمَّال؛ قيل: أصله من الجمِيل وهو وَدَك الشَّحمِ المُذابِ، يراد أنَّ ماءَ السِّمَنِ يجري في وجهه .
(جيش): الجيم والياء والشين أصلٌ واحد، وهو الثَّوَران والغَلَيان.
-
جاشت القِدْرُ تجيش جَيْشاً وجَيَشاناً
-
جاشَتْ نَفْسُه، كأنّها غلَتْ.
-
والجيش معروفٌ، وهو من الباب، لأنها جماعةٌ تَجِيش.
(عقل) العين والقاف واللام أصلٌ واحد منقاس مطرد، يدلُّ على حُبْسة في الشَّيء
-
العَقْل، وهو الحابس عن ذَميم القَول والفِعل.
-
المَعقِل، وهو الحِصن، وجمعه عُقول.
-
العَقْل، وهي الدِّيَة. يقال: عَقَلْتُ القتيلَ أعْقِله عقلاً، إذا أدّيتَ ديَته، وسمِّيت الدّية عَقْلاً لأنّ الإبل التي كانت تُؤخَذ في الدِّيات كانت تُجمَع فتُعقَل بفناء المقتول، فسمِّيت الدّيةُ عقلاً وإن كانت دراهم ودنانير. وقيل سمِّيت عقلاً لأنَّها تُمْسِك الدّم.
-
عَقَل الطَّعامُ بطنَه، إذا أمسَكَه، والعَقُولُ من الدّواء: ما يُمسِك البطن.
-
عقَلْت البَعيرَ أعقِلُه عقلاً، إذا شَدَدتَ يدَه بعِقاله، وهو الرِّباط.
-
اعتُقل لسانُ فلانٍ، إذا احتبس عن الكلام.
-
فلانة عقيلةُ قومِها: كريمتُهم وخيارهم. سمِّيت عقيلةً لأنها عُقِلت في خدرها

(ب) أصل ما فوق الثلاثي: وقد ذكر ذلك في الصاحبي عندما قال: "مذهبنا فِي أنّ الأشياء الزائدة عَلَى ثلاثة أحرف أكثرها منحوت، مثل قول العرب للرجل الشديد "ضَبَطرٌ" [ضبط وضبر] وَفِي "الصِّلِّدْم" إنه من "الصَّلد" و "الصَّدْم." ولكنه في المقاييس توسع في تطبيق هذا المفهوم على ما يربو على ثلاث مئة لفظ، وما خرج عن ذلك نسبه إما لزيادة حرف على الثلاثي أو نسبه إلى أصل الوضع.

(1)
ما جاءَ منحوتاً من كلام العرب في الرُّباعي
-
(بحثر) بَحْثَرْتُ الشيءَ، إذا بَدّدته، وَالبَحْثَرَة: الكَدَر في الماء. وهذه منحوتةٌ من كلمتين: من بحثْ الشَّيء في التراب ومن البَثر الذي يَظْهَر على البَدَن، لأنَّه يَظْهَرُ متفرِّقاً على الجِلْد
-
(جُمْهُور): للرَّملة المشرفة على ما حولها وهذا من كلمتين من جَمَرَ؛ وقد قلنا إنّ ذلك يدلُّ على الاجتماع، والكلمة الأخرى جَهَر؛ وقد قلنا إنّ ذلك من العلوّ. فالجمهور شيءٌ متجمِّعٌ عالٍ.
-(جُرثُومة). فهذا من كلمتين: من جَرَم وجَثَم، كأنه اقتَطَعَ من الأرض قطعةً فجثم فيها.
-
(تَجَحْفَلَ): القوم اجتمعوا، وقولهم للجيش العظيم (جَحفَلٌ)، و(جَحْفَلة الفَرَس). وقياس هؤلاء الكلماتِ واحدٌ، وهو من كلمتين: من الحَفْل وهو الجَمْع، ومن الجَفْل، وهو تَجَمُّع الشيء في ذهابٍ

(2)
ما زيد فيه حرف للمبالغة
ومن هذا الباب ما يجيءُ على الرُّباعي وهو من الثلاثي على ما ذكرناه، لكنَّهم يزيدون فيه حرفاً لمعنىً يريدونه مِنْ مبالغةٍ، ومن ذلك
-
(بحظل) البَحْظَلَة: أنْ يَقفِزَ الرَّجُل قَفَزانَ اليَربوع، فالباء زائدةٌ؛ الحاظل الذي يمشي في شِقِّه، يقال مَرَّ بنا يْحَظَلُ ظالِعاً.
-
(برشع) البِرْشاع الذي لا فُؤاد له. فالرَّاء زائدة، وإنما هو من ب ش ع التي تدل على الكراهة والضيق.
-
(برغث) البَرْغَثَة، الراء فيه زائدة وإنما الأصل ب غ ث. والأبغث من طير الماء كلون الرَّماد، فالبَرْغَثَةُ لونٌ شبيهٌ بالطُّحْلة، ومنه البُرْغُوث.
-
(برجم) البَرْجَمَةُ: غِلَظُ الكَلام، فالراء زائدةٌ، وإنَّما الأصل البَجْم. بَجَم الرّجُل يَبْجُمُ بُجُوماً، إذا سكَتَ من عِيَ أو هَيْبَةٍ، فهو باجِمٌ.
-
(برعم) بَرْعَمَ النَّبْتُ إذا استدارَتْ رُءُوسُه، والأصل بَرَع إذا طال
-
(بركل) البَرْكَلَةُ هو مَشْيُ الإنسان في الماء والطِّين، فالباء زائدةٌ، وإنما هو من تَرَكَّلَ إذا ضَرَبَ بإحدى رجليه فأدخلها في الأرض عند الحفْر.
-
(فرقع) الفَرقَعة: تنقيضُ الأصابع، وهذا مما زيدت فيه الراء، وأصله فَقَع.

(3)
ما وضع من الرباعي وضعا
(بهصل) البُهْصُلَةُ: المرأة القَصِيرة، وحمار بُهْصُلٌ قصير.
(بخنق) وَالبُخْنُق: البُرْقُع القصير، وقال الفرّاء: البُخْنُق خِرْقةٌ تَلْبَسُها المرأة تَقِي بها الخِمَار الدُّهْنَ.
(بلعث) البَلْعَثُ: السّيِء الخُلُق.
(بهكث) البَهْكَثَةُ: السُّرْعة.
(بحزج) البَحْزَج: وَلَدُ البَقَرة
(غردق)غَرْدَقْتُ السَّتْرَ: أرسلتُه.
(غرنق) الغُرْنُوق: الشاب الجميل. والغُرْنَيْق طائر.

ابن جني: الخصائص
باب في الاشتقاق الأكبر
أن تأخذ أصلا من الأصول الثلاثية فتعقد عليه وعلى تقاليبه الستة معنى واحداً تجتمع التراكيب الستة وما يتصرف من كل واحد منها عليه.
ل م) فمعناها الدلالة على القوة والشدة. والمستعمل منها أصول خمسة، وهي: (ك ل م) (ك م ل) (ل ك م) (م ك ل) (م ل ك) وأهملت منه (ل م ك).
(ك ل م)
الكَلْم للجرح. وذلك للشدة التي فيه،
الكُلام: ما غلظ من الأرض، وذلك لشدته وقوته،
الكَلام، وذلك أنه سبب لكل شر وشدة في أكثر الأمر ، وجرح اللسان كجرح اليد.
(ك م ل) كمَل الشيء كامل، لأنه إذا تم وكمل كان حينئذ أقوى وأشد.
(ل ك م) اللكم: إذا وجأت الرجل ونحوه، ولا شك في شدة ذلك. [لأنه أشد من الصفع واللطم].
(م ك ل) منه بئر مكول، إذا قل ماؤها، وذلك لأن البئر إذا قل ماؤها كره موردها، وجفا جانبها. وتلك شدة ظاهرة.
(م ل ك)
ملكت العجين، إذا أنعمت عجنه فاشتد وقوي.
ملك الإنسان، ألا تراهم يقولون: قد اشتملت عليه يدي، وذلك قوة وقدرة من المالك على ملكه، ومنه الملك، لما يعطى صاحبه من القوة والغلبة،
أملكت الجارية، لأن يد بعلها تقتدر عليها. فكذلك بقية الباب كله

‏(ج ب ر)‏ فهي أين وقعت ”القوة والشدة‏."
(ج ب ر) جبرت العظم والفقير إذا قويتهما وشددت منهما والجبر‏:‏ الملك لقوته وتقويته لغيره‏.‏
ر ب) رجل مجرب إذا جرسته الأمور ونجذته فقويت منته واشتدت شكيمته‏.‏ ومنه الجراب لأنه يحفظ ما فيه وإذا حفظ الشيء وروعى اشتد وقوى وإذا أغفل وأهمل تساقط ورذى‏.‏
(ب ج ر) الأبجر والبجرة وهو القوي السرة‏.‏
(ب ر ج) البُرج لقوته في نفسه وقوة ما يليه به.
ج ب) رجبت الرجل إذا عظمته وقويت أمره‏.‏ ومنه رجب لتعظيمهم إياه عن القتال فيه وإذا كرمت النخلة على أهلها فمالت دعموها. ومنه الرُّجبة وهو شيء تسند إليه لتقوى به‏.‏
(ر ب ج) الرُّباجي وهو الرجل يفخر بأكثر من فعله

إمساس الألفاظ أشباه المعاني
إمساس الألفاظ أشباه المعاني: هو محاكاة الألفاظ لمعانيها. وقد بين أنواع هذه المحاكاة:
(أ) محاكاة الصوت: من ذلك تسميتهم الأشياء بأصواتها كالخازباز لصوته والبط لصوته والواق للصرد لصوته وغاق للغراب لصوته وحنين الرعد.
(ب) محاكاة طبيعة الأحداث والأشياء: يقول: كثيراً ما يجعلون أصوات الحروف على سمت الأحداث المعبر بها عنها فيعدلونها بها ويحتذونها عليها‏. من ذلك قولهم‏:‏ خضم وقضم‏.‏ فالخضم لأكل الرطب كالبطيخ والقثاء وما كان نحوهما من المأكول الرطب‏. والقضم للصلب اليابس نحو قضمت الدابة شعيرها ونحو ذلك‏.‏ فاختاروا الخاء لرخاوتها للرطب والقاف لصلابتها لليابس حذواً لمسموع الأصوات على محسوس الأحداث‏.‏
(جـ) محاكاة الحركة:
-
المصادر التي جاءت على فَعَلان‏ تأتي للاضطراب والحركة نحو النقزان، الغلبان، الغثيان‏. فقابلوا بتوالي حركات المثال توالي حركات الأفعال‏.‏ ووجدت أنا من هذا الحديث أشياء كثيرة على سمت ما حداه ومنهاج ما مثلاه‏.‏
-
الألفاظ الرباعية المضعفة تأتي للتكرير نحو: زلزل، زعزع، قلقل، صعصع، جرجرة، حلحل.
-
الفَعَلى في المصادر والصفات إنما تأتى للسرعة نحو البَشَكي والجَمَزي والوَلَقي.
(د) محاكاة قوة الأحداث أو كثرتها: ومن ذلك أنهم جعلوا تكرير العين في المثال دليلاً على تكرير الفعل فقالوا‏:‏ كسّر وقطّع وفتّح وغلّق‏.‏ وذلك أنهم لما جعلوا الألفاظ دليلة المعاني فأقوى اللفظ ينبغي أن يقابل به قوة الفعل والعين أقوى من الفاء واللام وذلك لأنها واسطة لهما.
(هـ) محاكاة ترتيب الحدث: وذلك أنهم قد يضيفون إلى اختيار الحروف وتشبيه أصواتها بالأحداث المعبر عنها بها ترتيبها وتقديم ما يضاهي أول الحدث وتأخير ما يضاهي آخره وتوسيط ما يضاهي أوسطه سوقاً للحروف على سمت المعنى المقصود والغرض المطلوب‏.‏ وذلك قولهم‏:‏ (بحث‏).‏ فالباء لغلظها تشبه بصوتها خفقة الكف على الأرض والحاء لصحلها تشبه الحك في الأرض والثاء للنفث والبث للتراب‏.

تصاقب الألفاظ لتصاقب المعاني
التعريف: تصاقب الألفاظ هو تتقارب الحروف لتقارب المعاني‏.‏
أمثلة: أزّ و هزّ، فهما يتقاربان في معنييهما وهو ”الإزعاج والقلق“ وقد تقاربا في أصواتهما فازاء في الكلمتين، والهمزة تقارب الهاء لأنهما حلقيان. والعسف والأسف فالعين أخت الهمزة كما أن الأسف يعسف النفس وينال منها والأسف أغلظ على النفس من العسف‏.‏ لذا تصاقب اللفظين جاء لتصاقب المعنيين‏.‏
أنواع التصاقب:
تصاقب حرف لحرف: ‏(ج ر ف ) و (ج ل ف) يقال جلفت القلم إذا أخذت جُلْفته. ومن ذلك ‏(ح م س) و ‏(ح ب س). الميم تقارب الباء لأنهما شفويان. ومنه العَلْب‏:‏ الأثر والعَلْم‏:‏ الشقّ في الشفة العليا‏.‏ ومنه الغَرب‏ والغرف:‏
تصاقب حرفين لحرفين: ‏(س ح ل)‏ و (ص هـ ل) والصاد أخت السين لأنهما حرفا صفير، والحاء والهاء حلقيان. ومنه قولهم سحل في الصوت وزحر، فالسين أخت الزاي لأنهما من مخرج واحد، الأول مهموس والثاني مجهور‏، والراء واللام ذلقيان. وجلف وجرم فهذا للقشر وهذا للقطع وهما متقاربان معنى متقاربان لفظاً
تصاقب الحروف الثلاثة:‏
زأر / سعل تدلان على اصوات. زس (صفير)، أع (حلقية)، رل (ذلقية).
صهل / زأر وتدلان على أصوات. ص ز (صفير)، هـ أ (حلقية)، رل (ذلقية).
غدر و ختل (وتدلان على الخفاء). غ خ (حلقية)، د ت (اسنانية لثوية)، رل (ذلقية)

أنواع الدلالة
كل كلمة تمتلك دلالات ثلاث:
دلالة لفظية: وهي التي تستفاد من اللفظ (أصوات الكلمة الأصول). وهي أقوى الدلالات.
دلالة صناعية (صرفية): وهي المستفادة من صيغة الكلمة.
دلالة معنوية: وهي التي ينتقل منها من معنى الكلمة إلى معان أخرى.
أمثلة:
ضرب:
دلالته اللفظية هي: دلالة الأصوات ض ر ب على (الضرب).
دلالته الصناعية هي: دلالة صيغة فَعَلَ على الفعل وزمنه.
دلالته المعنوية هي: دلالة الضرب على الفاعل والمفعول به وأداة الضرب.
مِرقاة / مَرْقاة:
دلالته اللفظية هي: دلالة الأصوات ر ق ي على (الصعود والعلو).
دلالته الصناعية هي: دلالة صيغة مِفْعلة على أداة منقولة (سُلم). ومَرقاة على أداة ثابتة (درج).
دلالته المعنوية هي: دلالة الرقي على الفاعل ووجود مكان عال يحتاج إلى آلة للصعود.

تلاقي المعاني على اختلاف الأصول والمباني
وذلك أن تجد للمعنى الواحد أسماء كثيرة، فتبحث عن أصل كل اسم منها، فتجدها جميعا تعود إلى فكرة عامة أو أفكار متقاربة.
مثال 1:
مجموعة (1) تشكيل النقود
طبيعة: من طبع الدرهم والسيف وغيرهما إذا صاغَه.
ضريبة: وذلك لأن الطبع لا بد له من ضرب. لذا قيل الضرْب المثل، والنوع.
مجموعة (2) تشكيل الأشياء المصنوعة
خُلق الإنسان: من خلّقت الشيء ملّسته. ويكون هذا بتهذيب التماثيل وسحلها وتمليسها.
نحيتة: النحت قطع وتشكيل في الحجر.
نِجار: وهو مأخوذ من نجر وهو تشكيل في الخشب.
نقيبة: نقبت الشيء ثقبته وحفرته وذا ربما يكون في الخشب لتشكيل الزخارف.
المجموعة (3)
غريزة: هو تثبيت النقش في القماش.
المجموعة (4) تشكيل الطرق والدروب
السجيحة: السجية والطبيعة.والسجيحة الطرق والمحجة.
السَّلِـيقة طبع الرجل، الدرب والـمـحَجَّة الظاهرة.
طَرِيقةُ الرجل مذهبه. الطريق الذي يسير فيه ويذهب معه.
النحيزة: الطَّريقُ بعَيْنِه.
هذه ملاحظة قيمة يسجلها ابن جني، لكننا نأخذ عليه تساهله أحيانا ربط معاني هذه المغردات بالفكرة العامة المسيطرة، ونجده أحيانا يجهد نفسه ويتعسف في لوي أعناق المعاني لتوافق الفكرة العامة التي وضعها وهي فكرة التثبيت والإقرار. لذا رأينا أن نقوم إعادة تحليل هذه المفردات والبحث عن الفكرة المناسبة التي انبثقت منها. ولنقوم بذلك نجد من الأسلم أن نقسم هذه المفردات التي ذكرها إلى أربع مجموعات كل مجموعة تربطها فكرة صغرى وترتبط هذه الأفكار الصغرى بفكرة كبرى مهيمنة وهي تشكل الشيء

مثال 2:
طفل: طفلت الشمس مالت
صبي: صبا يصبو مال إلى الشيء
غلام: الغلمة الشهوة.
جارية: الفتاة الصغيرة لجريها على الأشياء.
العلاقة بينها هي الميل والشهوة

جهود عبد القاهر في الدلالة (نظرية النظم).
إن أوضح جهود عبد القاهر الجرجاني في الدلالة يتمثل في نظريته المشهورة (النظم) التي فصلها في كتابه (دلائل الإعجاز)، وفيما يلي مقاطع منه تبين معالم هذه النظرية:
ليس الغرض بنظم الكلم أن توالت ألفاظها في النطق بل أن تناسقت دلالتها وتلاقت معانيها على الوجه الذي اقتضاه العقل.
هذه اللفظة إنما صلحت ...؛ لأن معناها كذا ولدلالتها على كذا، ولأن معنى الكلام والغرض فيه يوجب كذا ولأن معنى ما قبلها يقتضي معناها.
إن الألفاظ إذا كانت أوعيةً للمعاني فإنها لا محالة تتبع المعاني في مواقعها فإذا وجب لمعنى أن يكون أولا في النفس وجب اللفظ الدال عليه أن يكون مثله أولا في النطق؛ فأما أن تتصور في الألفاظ أن تكون المقصودة قبل المعاني بالنظم والترتيب وأن يكون الفكر في النظم الذي يتواصفه البلغاء فكرا في نظم الألفاظ أو أن تحتاج بعد ترتيب المعاني إلى فكر تستأنفه لأن تجيء بالألفاظ على نسقها فباطل من الظن ... وكيف تكون مفكرا في نظم الألفاظ وأنت لا تعقل أوصافا وأحوالا إذا عرفتها عرفت أن حقها أن تنظم على وجه كذا.
ومما يلبس على الناظر في هذا الموضع ويغلطه أنه يستبعد أن يقال هذا كلام قد نظمت معانيه فالعرف كأنه لم يجر بذلك إلا أنهم وإن كانوا لم يستعملوا النظم في المعاني قد استعملوا فيها ما هو بمعناه ونظير له وذلك قولهم إنه يرتب المعاني في نفسه وينزلها ويبني بعضها على بعض كما يقولون يرتب الفروع على الأصول ويتبع المعنى

وجملة الأمر أننا لا نوجب الفصاحة للفظة المقطوعة من الكلام التي هي فيه، ولكنا نوجبها لها موصولةً بغيرها ومعلقاً معناها بمعنى ما يليها، والنظم ليس شيئاً غير توخي معاني النحو فيما بين الكلم. (ومعاني النحو تابعة لترتيب المعاني في النفس).

ترتيب المعاني في النفس مقرونة بألفاظها

ترتيب ألفاظها حسب معاني النحو

*
ومما ورد من اختلاف النظم لاختلاف المعاني في النفس:
ما ضربتُ زيدا .نفيت عنك ضربه، ويحتمل أن يكون ضربه غيرك، أو لم يُضرب أصلا.
ما زيدا ضربت. نفيت أنك ضربت زيدأ ولكن يفهم من كلامك أنك ضربت غيره.
ما أنا ضربت زيدا. لم تقل هذا إلا وزيد مضروب، وأنت تنفي أن تكون أنت الضارب.
أجاءك رجل؟ تسأل عن الفعل هل حدث مجيء أحد من الرجال أم لم يحدث.
أرجل جاءك؟ أنت تسأل عن جنس الذي جاء، أرجل هو أم امرأة.

المراجع
محمد سعد محمد ، في علم الدلالة ، القاهرة : مكتبة زهراء الشرق ، ط 1،  2002 م، صـ 13
حلمي خليل ، مقدمة لدراسة علم اللغة ، الإسكندرية : دار المعرفة الجامعية ، 2000، صـ 144
أحمد مختار عمر ، علم الدلالة ، القاهرة : عالم الكتب ، ط 6 ، 2006م



[1]  محمد سعد محمد ، في علم الدلالة ، القاهرة : مكنبة زهراء الشرق ، ط 1،  2002 م، صـ 13
[2]  أحمد مختار عمر ، علم الدلالة ، القاهرة : عالم الكتب ، ط 6 ، 2006م ، صـ 11
[3]  أحمد مختار عمر ، المرجع السابق ، صـ 12
[4]  أحمد سليمان ياقوت ، أبحاث في اللغة ، اسكندرية : دار المعرفة الجامعية ، 1994م ، صـ 9
[5]  أحمد مختار عمر
[6]  علي عبد الواحد وافي ، علم اللغة ، القاهرة : مكتبة النهضة ، 1944 م ، صـ 5 وما بعدها.
[7]  أحمد سليمان ياقوت ، المرجع السابق ، صـ 10
[8]  نفس المرجع
[9]  حلمي خليل ، مقدمة لدراسة علم اللغة ، الإسكندرية : دار المعرفة الجامعية ، 2000، صـ 147
[10]  رمضان عبد التواب ، دراسات وتعليقات في اللغة ، ط 1 ، القاهرة : مكتبة الخانجي ، 1994 م ، صـ 202.
[11]  نفس المرجع ، صـ 204
[12] حلمي خليل ، مقدمة لدراسة علم اللغة ، الإسكندرية : دار المعرفة الجامعية ، 2000، صـ 144
[13]  أبو الفتح عثمان ابن جني ، الخصائص ، تحقيق محمد على النجار ، القاهرة : مطبعة دار الكتب المصرية ، جـ 2/ صـ 152
[14]  سليمان ناصر الدرسوتي ، تغير الدلالي ، الموقع الانترنت http://lahajat.maktoobblog.com/1356255/التغير ، تنزيل 24 أكتوبر 2011

Tidak ada komentar:

Posting Komentar