Minggu, 31 Mei 2015

ترجمة القرآن

أ‌.    معنى الترجمة
والترجمة تتلق على معنيين :[1]
أولهما : الترجمة الحرفية : - وهي نقل ألفاظ من لغة إلى نظائرها من اللغة الأخرى بحيث يكون النظم موافقا للنظم، و الترتيب موافقا للترتيب.
ثانيهما : الترجمة التفسيرية أو المعنوية : وهى بيان معنى الكلام بلغة أخرى من غير تقييد بترتيب كلمات الأصل أو المرعاة بنظمه.
واللذين على بصر بللغاة يعرفون أن الترجمة الفرفية بالمعنى المذكور لا يمكن حصولها ما المحافظة على الصياق الأصل و الإحاطة بحميع معناه. فإن خواص كل غلة تختلف عن الأخر في ترتيب أجزاء الجملة فالجملة الفعلية في اللغة العربية تبدأ بالفعل فلفائل في الإستفهام و غيره. و المضاف مقدم على المضاف إليه و الموصوف مقدم على الصفة. إلا إذا إريد الإضافة على وجه التشبيه مثلا كلجين الماء أو كان الكلام من إضافة الصفة إلى معمولها كعظيم الأمل، و ليس الشأن كذالك في سائر اللغات.
والتعبير العربي يحمل في طياته من أسرار اللغة ما لا يمكن أن يحل محله تعبير آخر بلغة أخرى، فإن الألفاظ في الترجمة لا تكون متساوية المعنى من كل وجه فضلا عن التراكيب.
و القرآن الكريم في قمة العربية فصاحة و بلاغة، و له من خواص التركيب و أسرار الأساليب ولطائف المعانى، و سائر آيات إعجازه ما لا يستقل بأدائه لسان.
    ترجة القرآن هو الرسالة، إما يترجم القرآن بحسب شكلها أو حجتها إلى لغات العالم وهو أهم. الحجة هي فيما يالي:[2]
1.    القرآن هو كتاب الدعوة التي يجب أن يعبره إلي جميع الناس ويفهمون عنه. قال الله تعالي: الامران 138
2.    القرآن كتاب المرشد ويبين عن الإسلام وجيع اللناس وجمهور العالم متسويا. قال الله تعالي: السبا 28
3.    وظيفة المسلم يوصّل دين الإسلام إلى جمهور العالم ويعمل الرسالة التي يضمّنها القرآن على صدره. البقرة 103
4.    الأهداف من تنزيل القرآن ليبّنعل جميع الناس، ليس للقراءة فقد. القرآن ليس إلا لبعض البلاد معينا لكن لجميع الناس. وجب علي الناس أن يعرفه و يملكه. الانعام:19
ب‌.    حكم الترجمة القرآن
1.     الترجمة الحرفية
ترجمة حرفية هي من لغته العربية إلى لغة أخرى جائزة، وغير متعذرة. وهم يقصدون بترجمة القرآن التعبير عن معاني ألفاظه العربية، ومقاصدها بألفاظ غير عربية مع الوفاء بجميع هذه المعاني والمقاص.[3]
ولهذا لا يجد المرء أدنى شبهة في حرمة ترجمة القرآن ترجمة حرفية.  فالقرآن كلام الله المنزل على رسوله المعجز بألفاظه و معانيه المتعبد بتلاوتبه، ولا يقول أحد من الناس إن الكلمة من القرآن إذا ترجمت يقال فيها إنها كلام الله، فإن الله لم يتكلم إلا بما نتلوه بالعربية، و لن يتأتى الإعجاز باترجمة، لأن الإعجاز خاص بما أنزل باللغة العربية – والذي يتعبد بتلاوته هو ذلك القرآن العربي المبين بألفاظه و حروفه و ترتيب كلماته.
فترجمة القرآن الحرفية على هذا مهما كان المترجم على دراية باللغات وأساليبها و تراكيبها تخرج القرآن عن أن يكون قرآنا.
2.     الترجمة المعنوية
          لقرآن الكريم وكذلك كل الكلام عر بي بليغ – له معان أصلية، ومعان ثناوية. و المراد بالمعان الأصلية المعان التي يستوي في فهمها كل من عرف مدلولات الفاظ المفردة و عرف وجود تراكيبها معرفة إجمالية.
والمراد بالمعاني الثانوية حواص النظم التي يرتفع بها شأن الكلام، وبها كان القرآن معجزا.
فالمعني الأصلي لبعض الأيات قد يوافق فيه منثور كلام العرب أو منظومة، ولا تمس هذه الموافقة.  [4]
القرآن، فإن إعجازه ببديع نظمه و روعة بيانه، أي بالمعني الثانوي. وإياه عني الزمحشري في كشافه بقوله : (( إن في كلام العرب خصوصا العرآن – من لطائف المعاني ما لا يستقل بأدائه لسان )).
وترجمة معاني القرآن الثانوية أمر غير ميسور، إذ أنه توجد لغة توافق اللغة العربية في  دلالة الفاظها على هذه  المعاني المسامة عند علماء البيان خواص التراكيب، و ذلك ما لا يسهل على أحد ادعاؤه. و هو ما يقصده الزمخشري من عبارته السابقة. فوجوه البلاغة القرآنية في اللفظ أو التراكيب. تنكيرا و تعريفا، أو تقديما و تأخيرا، أو ذكرا و حذفا، إلى غير ذلك  مما تسامت به لغة القرآن، و كان له وقعه في النفوس – هذه بلاغة القرآن لا يفي بحقها في أداء معناها لغة أخرى، لأن أي لغة لا تحمل تلك الخواص.
أما المعاني الأصلية فهي التي يمكن نقلها إلى لغة أخرى. وقد ذكر الشاطبي في المواقفات المعاني الأصلية والمعاني الثانوية ثم قال :((إن الترجمة القرآن على وجه الأول – يعني النظر الى معانيه الأصلية – ممكن – و من جهته صح تفسير القرآن و بيان معانيه العامة ومن ليس لهم يقوى على تصيل معانيه. وكان ذلك جائزا باتفاق أهل الإسلام، فصار هذا الإتفاق حجه في صحة الترجمة على المعنى الأصلي)).
ومع هذا فإن ترجمة المعاني الأصلية لا تخلو من فساد فإن اللفظ الواحد في القرآن قد يكون له معنيان أو معان تحتملها الآية فيضع المترجم لفظا يدل على معنى واحد حيث لا لفظا يشاكل اللفظ العربي في احتمال تلك المعاني المتعددة.
وقد يستعمل القرآن اللفظ في معنى مجازي فيأتي المترجم بلفظ يرادف اللفظ العربي في معناه الحقيقي. و لهذا ونحوه وقعت أخطاء كثيرة فيما ترجم لمعاني القرآن.وما ذهب إليه الشاطبي واعتبره حجة في صحة الترجمة عيى المعنى الأصلي ليس على إطلاقه. فإن بعض العلماء يخص هذا بمقداىر الضرورة في إبلاغ الدعوة. بالاتوحيد و أركان العبادات، ولا يعترض لما سوى ذلك، ويؤمر من أراد الزيادة بتعلم اللسان العربي.
3.     الترجمة التفسيرية
ويحق ليا أن نقول : إن علماء الإسلام إذا قامو بتفسير للقرآن، يتوخى فيه أداء المعنى القريب الميسور الراجح، ثم يترجم هذا التفسير بأمانة و براعة، فإن هذا يقال فيه ((ترجمة تفسير القرآن)) أو ((ترجمة تفسيرية)) بكعنى شرح الكلام و بيان معناه بلغة أخرى. ولابأس بذلك، فإن اللة تعالى بعث محمدا صلى الله عليه وسلم برسالة الإسلام إلى البشرية كاهة على اختلاف أجناسها و ألوانها ((وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس كافة)) و شرط لزوم الرسالة البلاغ – والقرآن الذي بلغة العرب صار إبلاغه للأمة العربية ملزما لها، ولكن سائر الأمم التي لا تحسن العربية، أولا تعريفها يتوقف إبلاغها الدعوة على ترجمتها بلسانها. وقد عرفنا قبل إستحالة الترجمة الحرفية وحرمتها. و استحالة ترجمة المعاني الثانوية، ومشقة ترجمة المعاني الأصلية وما فيها من أخطار، فلم يبق إلا أن يترجم تفسير القرآن الذى يتضمن أسس دعوته بما يتفق مع نصوص الكتاب وصريح السنة إلى لسان كل قبيل حتى تبلغهم الدعوة وتلزمهم الحجة. وترجمة تفسير القرآن على نحو ما ذكرنا يصح أن نسميها بالترجمة التفسيرية : وهى تختلف عن الترجمة المعنوية وإن كان الباحثون لا يفرقون بينهما، فإن الترجمة المعنوية توهم أن المترجم أخذ معاني القرآن من أطرافها ونقلها إلى اللغة الأجنبية، كما يقال في ترجمة غيره : ترجمة طبق الأصل. فالمفسر يتكلم بلهجة المبين لمعنى الكلام على حسب فهمه، فكأنه يقول الناس : هذا ما أفهمه من الآية، وو المترجم يتكلم بلهجة من أحاط بمعنى الكلام وصبه في الألفاظ لغة أخرى. وشتان بين الأمرين. فالمفسر يقول في تفسير الآية : يعني كذا، ويذكر فهمه الخاص. والمترجم يقول : معنى هذا الكلام هو عين معنى الآية، وقد عرفنا مما في ذلك.
وينبغى أن يؤكد في الترجمة التفسيرية أنها ترجمة لفهم شخصي خاص، لاتتضمن وجوه التأويل المحتملة لمعاني القرآن، و إنما تتضمن ماأدركه المفسر منها، وبهذا تكون ترجمة للعقيدة الإسلامية و مبادىء الشريعة كما تفهم من القرآن.
وإذا كان لإبلاغ الدعوة من واجبات الإسلام فإن ما يتوقف على هذا البلاغ من دراسة اللغات ونقل أصول الإسلام إليها واجب كذلك. كما أن معرفتنا لهذه اللغات بالقدر الضرورى تمكننا من دراسة كتبها للرد على المبشرين و المستشرقين الذي غمزوا عود الإسلام من بعيد أو قريب، وهذا هو ما عناه شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه (العقل و النقل) عندما قال : ((وأما مخاطبة أهل الإصطلاح باصطلاحهم ولغتهم فليس بمكروه إذا احتيج إلى ذلك، وكانت المعاني صحيحة كمخاطبة العجم من الروم والفرس والترك بلغتهم وعرفهم، فإن هذا جائز حسن للحاجة، وإنما كرهه الأئمة إذا لم يحتج إليه)) ثم قال : (ولذلك يترجم القرآن والحديث لمن يحتاج إلى تفهمه إياه بالترجمة ، و كذلك يقرأ المسلم ما يحتاج إليه من كتب الأمم وكلامهم بلغتهم، ويترجم بالعربية، كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم زيد بن ثابت أن يتعللم كتاب اليهود ليقرأ له ويكتب له ذلك. حيث لم يأتمن اليهود عليه).
وإذا كانت الترجمة بمعناها الحقيقي ولو للمعاني الأصلية لاتتيسر في جميع آيات القرآن. وإنما المتيسر الترجمة على معنى التفسير كان من الضروري إشعار القارىء بذلك، ومن وسائله كتابة جمل في حواشي الصحائف يبين بها أن هذا أحد وجوه أو أرجح وجوه تحتملها الآية (ولو قامت جماعة ذات نيات صالحة وعقول راجحة. وتولت نقل تفسير القرآن إلى بعض اللغات الأجنبية، وهي على بينة من مقاصده – وعلى رسوخ في معرفة تلك اللغات، وتحامت الوجوه التي دخل منها الحلل في التراجم السائرة اليوم في أوربا لفتحت لدعوة الحق سبيلا كانت مقفلة. ونشرت الحنفية السمحة في بلاد طافحة بالغواية قاتمة).
الفرق بين الترجمة المعنوية و التفسيرية:[5]
1.    الترجمة المعنوية
أ‌.       كانت  الترجمة المعنوية (في تعريف الترجمة في معنى الأصلي لا الثناوي)، تدل عل معانى الأصلية أو الحقيقة فقد في جملة القرآنز
ب‌.   لذلك وجد أخطاء الترجمة لأن في القران كانت الكلمة تدل على معنيين أو أكثر، وكتب المترجم بلفظ واحد فقد في الترجمة.  كان مترجم يحلّ معانى القرآن في كل المجال و يثبت معنى الأصلي فقد في الترجيم.  
2.    الترجمة التفسيرية
أ‌.       هي تفسر القرآن التي تترجمه وتشرحه باللغة الأخرى ولو في هذه الترجمة تجيء المعنى الثناوي والسهلي والقوي لكن تثبت أن تشرح الكلمات و تبينها.
ب‌.  هي من فهم  الشخص نفسيا معينا، وتدل على تأويل معانى القرآن.
ج.  القراءن في الصلاة بغير الربية
          يختلف العلماء في القراءة في الصلاة بغير العربية إلي مذهبين
1.    الجواز مطلقا أو عند النطق بالعربية
2.    أن ذلك محظور، والصلاة بهذه القراءة غير صحييحة
والذهب الأول هو مذهب الأحناف، فإنه يروى عن أبي حنيفة أنه كان يرى جواز القراءة في الصلاة باللغة الفارسية، وبنى على هذا بعض أصحابه جوازها بالتركيه والهندية وغيرها من الألسنة، ولعلهم يرون في ذلك أن القرآن اسم للمعاني التى تدل عليهها الألفاظ العربية. والمعاني لا تختلف باختلاف ما قد يتعاقب عليها من الألفاظ واللغات.
وقيد الصحبان: ابو يوسف ومحمد ابن الحسن. هذا بما تدعو أليه الضرورة. فأجازا للعاجز عن العربية القراءةفي الصلاة بالسان الأعجمي دون القادر على القراءة بها، قال في (معارج الدارية): (إنما جوزنا القراءة بترجمة القراءن للعاجز إذا لم يخل بالمعنى، لأنه قراءن من وجه باعتبار اشتماله على المعنى، فالإتيان به أولى من الترك مطلقا، إذ التكليف بحسب الوسع....).
ويروى أن أبا حنفية رجع عن الإطلاق الذي نقل عنه.
والذهب الثانى هو مذهب ما عليه الجمهور، فقد منع المالكية والشافعية والحنابلة القراءة بترجمة القرآن في الصلاة، سواء أكان المصلى قادرا على العربية أم عاجزا، لأن ترجمة القرآن ليست قرآنا. إذ القرآن هو النظم المعجز الذى هو كلام الله، والذي وصفة تعالى بكونه عربيا. وبالترجمة يزول الإعجاز، وليست الترجمة كلام الله.
قال القاضي أبو بكر بن العربي، وهو من فقهاء المالكية، في تفسير قوله تعالى: (ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أعجمي وعربي (فصلت: 44). قال علماءنا: هذا يبطل قول أبي حنيفة رضي الله عنه، ان ترجمة القرآن بابدال اللغة العربية منه بالفارسية جائز، لأن الله تعالى: ولو جعلناه  لقالوا لولا فصلت آياته أعجمي وعربي (فصلت: 44) نفى أن يكون للعجمة إليه طريق- فكيف يصرف إلى ما نفي الله عنه؟ ثم قال: إن التبيان والإعجاز إنما يكون بلغة العرب، فلو قلب إلى غير هذا لما كان قرآنا وللا بيانا ولا اقتضى إعجازا.
وقال حافظ ابن حجر  -وهو من فقهاء الشافعية- في فتح الباري: (إن كان القارء قادرا على تلاوته بالسان العربي  فلا يجوز له العدول عنه، ولا تجزئ صلاته –أي بقراءة ترجمة- وإن كان عاجزا). ثم ذكر أن الشارع قد جعل للعاجز عن القراءة بالعربية بدلا وهو الذكر.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية –وهو من فقهاء عن الحنابلة- وإن كانت له اجتهاداتها: (وأما الإتيان بلفظ يبين المعنى كبيان لفظ القرآن فهذا غير ممكن أصلا، ولهذا كان أئمة الدين على أنه لا يجوز أن يقرأ بغير العربية، لا مع القدرة عليها ولا مع العجز عنها، لأن ذلك يخرجه عن أن يكون هو   القرآن المنزل.
أما اختلاف الأحناف في جواز الصلاة بترجمة القراءن، فامجيزون يرون إباهة هذا عند العجز على أنه رخصة، وهم متفقون على أن الترجمة لا تسمي قرآنا، فهي لمجرد الاجزاء  في الصلاة، ومثلها مثل ذكر الله عند غير الحنيفة.



[1]  مناع القطان، المباحث في علوم القرآن (منشورات العصر الحديث: رياض)، ص. 312
 [2] . هادي معرفات، ٍSejarah Al-qur’an، (الهدى: جاكرتا، 2007)، ص. 286
[3] . غازي عناية، شبهات حول ترجمة القرآن، وتفنيدها، index.php.htm (يأخذ في 4 ديسيمبير 2010)
[4]  نفس المرجع، ص. 314
[5] . رزكا مولنا، ترجمة القرآن وتفسيره. Pdf ، ص. 2

Tidak ada komentar:

Posting Komentar