Minggu, 31 Mei 2015

الاضطرابات اللغوية


‌أ.         اضطرابات الكلام
1- أسباب التخلف فى بدء الكلام
التأخر فى بدء الكلام له أسباب عديدة، منها الصحية والعضوية والبيئة الاجتماعية والأسرية التى ينشأ فيها الطفل، أو أسباب انفعالية.
‌أ)       الأسباب الصحية
كالضعف الصحى العام للطفل أو إصابة أجهزة النطق بخلل أو ضعف أجهزة الاستقبال السمعية. وأسباب الخلل والاضطرابات اللغوية كالتالي:
1)   الصم والبكم
الأطفال الذين يولدون فاقدى حاسة السمع أو يفقدونها نتيجة أمراض الطفولة قد يواجهون صعوبة كبيرة للغاية وهم يظلون عاجزين عن النطق إذا لم تلاحق حالتهم منذ سنوات طفولتهم الأولى.
والصم الجزئي يمكن علاجه عن طريق استخدام الأجهزة السمعية أو الاليكترونية التى تستطيع أن تكبر حجم الصوت ليصل إلى الدقة المطلوبة التى تمكنهم من النمو الطبيعى. وأما الصم الكلى فقد أمكن تعليم الأطفال النطق بشكل آخر عن طريق قراءة الشفاه لفهم ما يقال لهم، وهذه الطريقة تعرف باللغة الخاصة.
2)   تشوهات فمية
فهناك بعض حالات خلقية فى الفم عند بعض الأطفال، حيث يولد البعض بدون لسان (عضو من أعضاء الكلام وخروج الحروف) أو بحلق مشقوق ويمكن لهؤلاء اكتساب اللغة رغم أن نطق الكلام قد لا يكون سليما.
3)   ضعف أو فقدان البصر
فالبصر عضو هام من أجهزة النطق. فاللغة لها مظهران: المنطوق والمسموع والمكتوب، والحواس المتصلة باللغة معروفة. فإن حواس الشم والذوق واللمس جميعا لها أهميتها فى اكتساب اللغة بوجه خاص وفى استعمالها بوجه عام. وحاسة البصر هامة فى اكتساب اللغة من حيث دلالة الألفاظ على الأشياء المرئية.
‌ب)  الأسباب العضوية
1)   ضعف أجهزة النطق
عند وجود خلل فى أجهزة النطق لا يتمكن الطفل من الكلام، ولا يرغب فى محاولة مخاطبة الآخرين. وقد يكون السبب فى المركيز العصبية التى تضبط جهاز النطق أو مركز الروابط المعنوية، فيسمع الطفل الكلام دون أن تثار فى ذهنه معانى هذا الكلام.
2)   الإصابة المرضية للطفل أثناء الولادة
الأطفال المتخلفون فى اكتساب ونمو القدرة اللغوية نتيجة لإصابات أثناء الولادة فى أدمغتهم أو بعد الولادة مباشرة.
3)   التخلف العقلى
فضعف الذكاء أو التخلف العقلى يؤدى إلى ضعف تقبل الطفل للمثيرات من حوله أو تركيز الانتباه فى سماع أحاديث الناس من حوله وعجزه عن التقليد. وأنه تبين من الدراسات التى أجربت أن المتختلفين فى الذكاء متخلفين فى النمو اللغوي، والمتفوقون فى الذكاء متفوقون فى اللغة. وعلى هذا يمكن القول أن المتفوقين فى نموهم اللغوي أذكياء والمتخلفين فى النطق متخلفون فى الذكاء.
‌ج)    أسباب انفعالية
تعرض الطفل فى نهاية العام الأول بعد ميلاده لصدمت إنفعالية كأن يؤخذ من الأسرة والوالدين، بسبب الطلاق أو مرض أحد الوالدين أو موت أو غير ذلك، أو أن يوضع فى مؤسسة أطفال حيث يشعر بحرمان عطف الوالدين وحبها. فهو يشعر والحال كذلك بأنه يعاقب على جرم فعله، ويحمل به من الخوف اللازم ما يجعله يحجم عن الكلام خشية أن يزداد عقابه، ويظل هكذا مدة حتى يعود إليه اطمئنانه، وتعود فى البيئة الجديدة.
كما أن العلاقات الأسرية غير الطيبة تؤثر بدرجة كبيرة على الحالة الانفعالية للطفل مما يتسبب معها تخلفه أو إعاقة الكلام عنده.
‌د)      أسباب خاصة بالمحاكاة والتقليد اللغوي
يتخذ الطفل فى بدء نموه اللغوي نموذجا يقوم بمحاكاته وتقليده فى الحديث. وهذا النموذج هو ألصق أفراد الأسرة بالنسبة للحياة الاجتماعية للطفل، كالأم والمرضعة، وقد لا تحاول الأم أو المرضعة مناغاة الطفل ومداعبته والحديث معه، مما يضعف اكتسابه اللغوي لعدم وجود فرص كافية أمام االكفل للمحاكاة والتقليد اللغوي.
‌ه)    أسباب اجتماعية
فالطفل قبل بدء الكلام لابد وأن يكون لديه ما يتحدث عنه. كما أن عدم وجود وسائل الإعلام يضعف من وجود الأفكار التى تستدعى الألفاظ والعبارات التى يتمكن من أن يعبر بها عن حياته وأمور معيشته. ولهذا، فإن عدم وجود البيئة المشجعة للوليد على اكتساب المفردات وعدم اتاحة الجو المشجع للطفل فى كثرة المحادثة المركزة فيما يتصل بضرورات حياته المباشرة، يؤدى هذه كله إلى تعويق النمو اللغوي. وكذلك على العكس.
‌و)      أسباب خاصة بالرعاية الوالدية
قد يحرص الوالدان بدرجة كبيرة أثناء نمو الطفل على تفوقه والتبكير به بالمشى أو الجرى أو الكلام رغبة منهم فى تفوق الطفل على أقرانه. وقد يرفض الطفل محاولة هذا السلوك مرة أخرى، إقتناعا منه بأن الامتناع أفضل من المحاولة التى قد ترضى والديه.
‌ز)      أسباب خاصة بالطفل ذاته
قد يتكاسل الوليد عن القيام باستخدام المفردات الكلامية ما دام يجد فى إشارته البدائية أو فى بكائه وصراخه ما يعينه على استخدام لغة الكلام لهذا ينبغى على الراشدين أن لا يستجيبوا للوليد، إذا تأخر فى بدء الكلام، إلا إذا تكلم بلسانه ما يريد حسب استطاعته.
2- علاج التأخر فى الكلام
علاج التأخر فى الكلام، إذا كان مرجعه لأسباب صحية فإنه يحتاج إلى وقت أطول مما لو كان مرجعه للأسباب الأخرى. وعلى الآباء والمربين الصبر على التخلف الطفل فى بدء الكلام والتشجيع له على تعلم المفردات. وعلى الآباء أن لا يقلقوا من ذلك، فهناك أطفال تأخروا فى الابتداء فى الكلام ولكنهم كانوا أسرع جمعا للمفردات فيما بعد.
كما أنه يجب ألا يكون هناك يأس من جانب الآباء الذين يولد لهم أبناء فاقدى السمع (الصم والبكم) أو فاقدى البصر. فهؤلاء الأطفال يمكن تعليمهم اللغة ويمكن إلحاقهم بالمدارس والوصول إلى مراتب عالية من مدارج العلم. ومنهم هيلين كيلير Hellen Keller .
3- العيوب اللغوية واضطرابات النطق
تتميز لغة الطفل فى سن المهد والطفولة المبكرة عن لغة البالغ الراشيد بلثغات متخلفة متباينة، ويميل الأطفال فى هذه السن المبكرة إلى تغيير بعض الكلمات وإبدال حروفها. وتدل معايير النمو Growth Norms على أن الطفل العادى يستطيع أن يتخلص تماما من العيوب اللغوية الرابعة والسادسة من العمر فإذا لم يتخلص منها يصبح شاذا بالنسبة لمعايير النطق الصحيح.
وفيما يلي بعض ما تناوله (الثعالبي-1972- ص. 128-129). وأهم هذه العيوب فى نظر "أبو منصور الثعالبي":
‌أ)       الرنة: حسبة فى لسان الرجل، وعجلة فى كلمه
‌ب)  اللكنة والحكلة: عقدة فى اللسان وعجمة فى الكلام
‌ج)    التهتهة والهثهثة: صوت العين والألكن
‌د)      اللثغة: أن يصير الراء لاما، والسين ثاء فى كلامه
‌ه)    الفأفأة: أن يتردد فى الفاء
‌و)      التمتمة: أن يتردد فى التاء
‌ز)      اللفف: أن يكون فى اللسان ثقل وانعقاد
‌ح)    الليغ: أن لا يبين الكلام
‌ط)   اللجلجة: أن يكون فيه عن وإدخال بعض الكلام فى بعض.
هذه العيوب اللغوية أو ما تسمى بعيوب اللسان وأمراض الكلام مرجعه (السيد-1975- ص. 180):
‌أ)       عيوب فى أجهزة النطق أي عيوب فى الحنجرة واللسان وحلق الفم
‌ب)  الصمم الجزئى والكلى
‌ج)    تعلم لغتين فى وقت واحد
‌د)      بعض الأمراض النفسية التى قد يصاب بها الطفل خلال نموه
‌ه)    التخلف العقلى وضعف الذكاء
‌و)      تقليد الطفل للنماذج اللغوية الخاطئة.
والعيوب اللغوية تؤدى إلى اضطرابات وخلل فى النطق يكون نتيجة تلعثم الأطفال فى النطق والقراءة حيث تزاحم الكلمات فى الفم للنطق بها وقت واحد أو تكون بترديد حرف أو كلمة أكثر من مرة دون تمكن من السيطرة الإرادية المقصودة على الخروج الألفاظ واضطراب النطق أو ما يعرف بالتلعثم، وهو من عيوب الكلام عند الأطفال أو الكبار فى بعض الأحيان.
والتلعثم لدى الأطفال قد يظهر فى أوائل السنة وما بعدها عند شروعهم فى الكلام الواعى. ومن أسباب التلعثم:
‌أ)       ما يكون مرجعه عصبيا حيث لا يستطيع الطفل السيطرة الكاملة على أجهزة النطق كما يريد.
‌ب)  أو يكون السبب نفسيا نتيجة غضب شديد أو خوف رهيب حيث تتداعى أفكار الطفل وتتزاحم بسرعة ولا يستطيع شفاه الطفل مجاراة هذه الأفكار.
ومظاهر التلعثم هي التأتأة والفأفأة، أو احتباس النطق وتقطع التنفس وما إلى ذلك مما قد يصيب الأطفال والراشدين على السواء. والتأتأة هي من أهم العيوب اللغوية واضطرابات النطق.
4- العيوب الشائعة فى نطق الكلمات والحروف العربية
من العيوب الشائعة التى تظهر فى نطق الكلمات الحروف العربية وتسبب مضايقات واضطرابات عند الأطفال وذويهم ومعلميهم هي:
قلب الغين خاء، والعين همزة، وهذه أصوات حلقية وتتقارب فى المخرج. وقلب القاف كاف، إذ أن هذين الصوتين من أقصى الحنك، ولا فرق بينهما إلا بالتفخيم والترقيق. وقلب الراء تاء، والراء لاما، والصاد ثاء، والسين ثاء، فكل هذه الأصوات تكون من مجموعة الأصوات المتقربة المخارج.
وربما يرجع السبب فى هذه العيوب (أنيس-1961-ص 47)، إلى أن جهاز النطق عند الطفل لا يكون قد بلغ درجة من النضج، تمكنه من التحكم فى حركات أعضاء الكلام لديه. وبالإضافة إلى ذلك فهذه المرحلة هي مرحلة إبدال الأسنان، ولا شك أن تلك الحال تنشأ عنها بعض العيوب الخاصة بالنطق.
5- التأتأة وعلاجها
هي ظاهرة كلامية التى تحدث بين سن الثانية والثالثة فى الغالب. والسبب فى كثرة التأتأة مرجعه إلى أن الطفل يبذل جهدا كبيرا فى النطق فى هذه سن، بينهما فى سن قبل ذلك يكتفى بنطق جمل صغيرة، وفى سن الثانية يحاول تركيب جمل طويل للتعبير عن أفكار جديدة. فهو يعبر عن تركيب الجملة واحدة ثلاث مرات أو أربع دون أن يتمكن من إكمالها لأنه لا يجد الكلمات المناسبة لذلك، وحيث أن الشخص الذي يستمع إلى الطفل لا يبدى اهتماما كبيرا بما يقوله، فإنه يزداد تعثرا فى الكلام.
عندما يتبين للأبوين أن طفلهما أخذ فى التأتأة، وقد يكون أحدهما أو أحد أقاربهم كافح طويلا فى التخلص من هذا العيوب اللغوي. والوقع أنه ليس هناك ما يدعو إلى القلق، وقد تكون نسبة تسعة أطفال من كل عشرة يبدأون بالتأتأة بين سن الثانية والثالثة ويتخلصون منها فى غضون بضعة شهور إذا عولجت بشكل صحيح. وعلى الأبوين البحث عن أسباب التوتر، ومن الضروري استشارة طبيب أخصائى عند استمرار التأتأة لفترة طويلة، واستشارة طبيب نفسائي مختص بشؤون الأطفال لدراسة أسباب التوتر ومحاولة إزالتها.
‌ب.    اضطرابات القراءة
أما عن اضطراب القراءة فإنه علينا أن ندرك أن العمر العقلى المناسب للبدء فى القراءة هو ما يقابل العمر الزمنى ست سنوات ونصف. وهذا العمر العقلى يناسبه فى المتوسط طفل السنة الثانيه فى المرحلة الأولى. ويرى أغلب المربين أن المشكلة ليست مشكلة العمر العقلى، ولكنها مشكلة إعداد المادة المناسبة للطفل، واتباع الطرق الصالحة له، متى وجدت الرغبة فى التعلم.
1- أسباب اضطرابات القراءة
1.   أسباب صحية
فالصحة العامة للجسم، والضعف العام عند الطفل يقللان من الطاقة الجسمية والعقلية للطفل، ومن قدرته على العمل الذي تطلبه عملية القراءة، ومن قدرته على الانتباه وتركيز الذهن فى القراءة. فضعف البصر لا يمكن الطفل من رؤية الكلمات المقروءة رؤية صحيحة، وضعف السمع يعوق سماع نطق الكلمة الصحيحة، وبالتالى يعجز الطفل عن تقليدها الصحيح، وعيوب النطق لها أثرها فى عجز الطفل عن إجادة القراءة، ولها أثرها النفسى أيضا فى خجل الطفل وشعوره بالنقص وكراهيته للقراءة.
2.   أسباب انفعالية
بعض الأطفال يقوم آباؤهم بتدليلهم والإستجابة السريعة لرغبتهم، ويتذمر هؤلاء الأطفال بسرعة ويبدون شكواهم لأتفه الأسباب. هؤلاء من الصعبة إستقرارهم وأخذهم القراءة بجد وصبر.
وهناك أطفال تسود علاقتهم الأسرية العطف والحزم والدهم القدرة على الاعتماد على أنفسهم والاستقلال عن ذويهم، مما يعطيهم ثباتا انفعاليا يمكنهم عند التحاقهم بمدارس المرحلة الأولى من التألف مع زملائهم وتعاون معهم.
وهؤلاء الأطفال ينجحون فى تعليم القراءة ويقبلون عليها بثقة وثبات.
ج- أسباب تربوية
اضطرابات القراءة عند الأطفال من الناحية التربوية أهمها :
1.   مدى ما وصل إليه الطفل من معارف وخبرات وتحصيل قبل الدخول إلى المدرسة فإن ضعف مستوى الطالب فى هذه المعارف والخبرات يبطىء اكتساب مهارة القراءة.
2.   صحة النطق ودقته وقربه من الفصحى أثناء تعليم الأطفال القراءة إذ أن تعرض الطفل فى بيئته المنزلية – قبل دخوله المدرسة – للمستويات الدنيا فى التخاطب والتحدث مع ذويه وجيرانه يضعف ويبطىء إتقان التعليم القراءة الصحيحة القريبة من الفصحى.
3.   قدرة الطفل على استعمال الكتاب استعمالا صحيحا كإمساكه وتقليب صفحاته ومعرفة مكان القراءة
4.   إقبال الطفل على القراءة، فالبعض تتاح له فرصة قراءة الكتب التى فيها مصادر المعرفة والمتعة، والبعض الأخر يحرم هذه الرغبة لحرمانه الظروف التى خلقتها.

2- علاج اضطرابات النطق والقراءة
علاج اضطرابات النطق والقراءة يتم باستبعاد الخوف من السامع، أو ضعف الثقة فى نفس المتكلم، واعتدال الغضب أثناء الحديث. وعلى الآباء والمعلمين مراعة التحدث مع الطفل بوضوح وأناة دون تصحيح لأخطائه أمام الآخرين أو السخرية منه وتقليده، إذ أن ذلك يزيد المشكلة أزمانا.
ومن الواضح أن السباب الرئيس فى كثير من حالة اضطرابات النطق هو سبب انفعالى نفسى، إذ أنه من المعروف أن الطفل الذي يضطرب فى النطق والقراءة يصاب بانفعال تختلف شدته باختلاف المواقف التى يتحدث فيها أمام جماعة صغيرة كأفراد الأسرة  أو جماعة أكبر أو عند مواجهة الناس، فى حين أنه يستطيع الحديث مع نفسه أو صديق عزيز أو القراءة أو الغناء لوحده دون أن تظهر عليه أعراض التلعثم.
‌ج.     اللغة والكلام والتفاهم بين المتخلفين عقليا
من أهم الخصائص التى يتميز بها المتخلف عقليا، القصور فى استخدام الكلام واللغة.  وقد استطاع المهتمون بدراسة الخصائص الكلامية بين المتخلفين عقليا من التعرف على علاقة الذكاء باللغة، ومحاولة تقسيم المتخلفين عقليا تقسيما يعتمد على مستوى اللغة التى يستخدمها الفرد.
واللغة أهمياتها فى عمليات التفاهم. فالطفل يتعرف على الأشياء ومسمياتها ومفهومات الأحداث ويتفاعل مع غيره ويتعلم مع مواقف الحياة اليومية عن طريق التفاهم بالكلام واللغة.
1-   طبيعة اللغة والكلام عند المتخلفين عقليا
ومن أهم ما يميز الكلام واللغة عند المتخلف عقليا تأخر النمو بصورة واضحة فى اخراج الأصوات ونطق الكلمة واستخدام الجمل، والتعبير اللفظى عن الأفكار والمشاعر، فتأخذ هذه العمليات فى الظهور فى عمر  متأخر. وبالرغم من أن تتابع هذه العمليات يسير بشكل واحد وبطريقة واحدة فى كل من السوى والمتخلف. إلا أن الاختلاف يكون فى معدل النمو فقط. وعيوب النطق والكلام عند المتخلفين هي نفس العيوب لدى الأسوياء ولكنها توجد بمعدل أكبر وهي الكلام والطفلى، وعيوب إخراج الأصوات، كالتهتهة والإبدال والحذف، وكذلك النقص فى مستوى التعبير (فكلمة أو كلمتان يقومان جملة كاملة).
فقد لاحظ (سترازولا Strazulla  1954- ص 48/58) أن إخراج الأصوات التى لها معنى يتأخر فى الطفل المتخلف من 7 إلى 17 شهرا عن العمر  الذي تظهر فيه عند الطفل السوى. وكذلك فإن إخراج الكلمات التى يظهر بين 10 إلى 18 شهرا فى العمر قد يتأخر حتى سن 2-5 سنوات فى المتخلفين عقليا.
فقد ثبت من الأبحاث أن النمو الكلامي واللغوي يتناسب طرديا مع النمو العقلى، وأن التخلف الكلامى واللغوي عند الطفل يزداد بازدياد درجة تخلفه العقلى بغض النظر عن سبب التخلف.
ومهما اختلفت نسبة هذه العيوب فى المتخلفين عقليا فهي أعلى بكثير من نسبتها فى الأسوياء وكلها قل المستوى العقلى فمن المحتمل أن نجد عيوبا أكثر، فالنمو اللغوي متأخر ومشاكل النطق سائدة، وإخراج الأصوات خاطىء.
ويحتاج التدريب على النطق إلى اخصائى كلام speech therapist، وتنمية اللغة تحتاج إلى اخصائى فى نمو اللغة language developmentalist، وسواء أكان البرنامج فرديا، أم جماعيا فلا بد أن يكون له فائدة للطفل المتخلف إذا اتجه العلاج نحو تنمية المهارة على التفاهم فى الحياة.
ويتجه بعض علماء النفس إلى التفاؤل بإرتفاع القدرة العقلية إذا ما ارتفعت قدرات الطفل اللغوية بالعلاج والتدريب الأمر الذي يوجه النظر إلى قيمة العوامل الكلامية واللغوية فى ذكاء الأطفال وبالعكس.
2- الاضطرابات القرائية عند المتخلفين عقليا
يبدء الطفل السوى القراءة عند سن 6 سنوات، وقد أجريت بعض الأبحاث عن إمكانية البدء فى القراءة مع الطفل المتخلف فى عمر عقلي أقل من ست سنوات وبالرغم من أن النتائج كانت غير قاطعة إلا أن الطفل المتخلف فى السن المناسبة للقراءة يتفوق على السوى الذي تعرض إلى خبرات فى القراءة قبل السن المناسب لذلك.
تدرس القراءة للطفل المتخلف بعدة طرق أولها الطريقة الجزئية التى احتلت مكانا بارزا فى العمل مع المتخلفين عقليا، والثانيها الطريقة الكلية التى يتمسك بها البعض، وثالثها طريقة تحليل الكلمة إلى مقاطع، ورابعها طريقة اقتفاء الكلمة باليد وتمرير الأصابع عليها بالإضافة إلى طرق أخرى متباينة.
وبالرغم من أن أخطاء المتخلف القرائية أكثر من أخطاء السوى إلا أنها لا تتأثر بسيادة العين اليمنى أو اليد اليمنى أو العكس  وقد لخص (ضن Dunn-1956) عدة ظروف وعوامل تحيط بالقراءة مع المتخلفين عقليا نوجزها فيما يلي:
‌أ)       يقرء المتخلف عقليا فى مستوى يقل عاما أو عامين أقل من مستوى عمره العقلي
‌ب)  يقع المتخلف عقليا فى أخطاء قرائية أكثر من السوى فى المقاطع المتحركة، وحذف الأصوات وما شابهها.
‌ج)    هناك فرق ذو دلالة إدماج أصوات بين المتخلف والسوى.
‌د)      ليس هناك فرق ذو دلالة فى سيادة العين أو اليد بين المتخلف والسوى رغم الملاحظات الاكلينيكية التى تقترح ذلك
‌ه)    يفوق السوى المتخلف على الاختبارات الآتية:
-       دقة الإبصار
-       دقة السمع وحدته
-       التذكر باستخدام الكلمات أو الجمل
-       التكيف الاجتماعى والعاطفى
-       المستوى الاجتماعى والاقتصادى والجو الأسرى
ومن المعتقد أن الإعاقات العضوية تعوق عملية التحصيل القرائى ولكن الأبحاث التى قام بها (ضن Dunn-1956) و (كابوبيانكو وميللر Capobianco & Miller-1958) أثبتت أن المصابين بتلف المخ من المتخلفين بمقارنتهم بغير المصابين:
‌أ)       يصل مستواهم إلى مستوى أفضل فى القراءة الشفهية والتعرف على الكلمة وتمييز الكلمات.
‌ب)  يتفوقون على اخبارات إدماج الأصوات
‌ج)    لا يجد فرق بينهم وبين المتخلفين غير المصابين بتلف المخ على اختبارات التذكر البصري أو الكلمات المعكوسة
‌د)      بتحليل بروفيل الأخطاء وجد أن أخطاء المجموعة الأولى عادة، بينما كانت أخطاء المجموعة الثانية تزيد عن المستوى العادى وخصوصا فى القاطع المتحركة الخاطئة، والمقاطع الساكنة الخاطئة وحذف الأصوات وإبدال الكلمات.
‌ه)    لم يوجد فرق بين المجموعتين فى أخطاء العكس، والأصوات الزائدة وإعادة الكلمات وإضافة الكلمات أو حذفها
3-   علاج النطق والكلام عند المتخلفين عقليا
يتميز الطفل المتخلفين عقليا بقصور النواحى اللفظية لديه، ولما كانت اللغة تحتل مكانا كبيرا فى عملية التكيف فإن الطفل المتخلف يجد صعوبة فى تكيفه الاجتماعي، ولذلك فإن علاج عيوب النطق والكلام وعلاج اللغة لدي المتخلف عقليا يؤدي بالضرورة إلى زيادة تكيفه النفسي والاجتماعي.
إن علاج النطق والكلام يجب أن يهدف إلى التوصل إلى التكيف الاجتماعي للفرد. فالمعالج  يصحح الكلام ويعطي الطفل فرصة للتفاهم مع الغير، والتعبير عن أفكاره ومشاعره وتنمية مفرداته وتوضح له المفاهيم والكلمات بذلك يصل الطفل فى النهاية إلى تحسين علاقاته الاجتماعية مع الآخرين. وأهم ما يميز علاج النطق والكلام ونمو اللغة هو امكان ادماج أوجه النشاط اللغوي فى المواقف المتخلفة التى يتعرض لها الأطفال فى الفصول الخاصة أثناء تعليمهم أو تدريبهم.
‌د.        الأمراض العصبية اللغوية
الأمراض العصبية اللغوية التى تحدث اضطرابا واختلالا فى الوظائف اللغوية يمكن أن نذكر منها نوعان:
1-  الافزيا أو الصابات الحبسة أو ما تعرف بالامتناع عن الكلام Aphasia
هي اختلال أو اضطراب الوظيفة الكلامية (عسر الكلام dysphasia)  فإن امتنعت الوظيفة تماما سميت بذلك "افزيا". وليست الافزيا مجرد انعدام القدرة على النطق أو اخراج الصوت، ولكنها تعطل الوظيفة أو العملية الكلامية من حيث هي قدرة على الادراك والتعبير بالرموز سمعا وبصرا أو كتابة أو نطقا أو غير ذلك، ولو كانت الحواس سليمة وعضلات الفم واليد وغيرها سليمة كذلك.
2- لغة المصابين بمرض الفصام
أن المصاب بالفصام  فهمه للكلام أقل من فهم الانسان السوى وذلك لعدم استفادة المصاب بالفصام من السياقات اللغوية. ومن الناحية التشخيصية تبين أن المرضى بالفصام يكون الفرد فيهم غير قادر على التركيز وتتشتت أفكاره من موضوع إلى آخر دون تركيز.
الأسباب العصبية للامتناع عن الكلام
ترجع الافازيا إلى اصابة عضوية بمراكز الكلام  فى الدماغ. ومنها ما هو راجع إلى اضطرابات مؤقتة وظيفية أو غير عضوية. وحتى نتبين الخلل والاضطراب الذي يحدث فى الجهاز العصبي وفى المخ، نود أن نعيد توضح مراكز اللغة فى المخ البشري.
وبصفة عامة يمكن أن نذكر بعض أنواع الإصابة بالافزيا منها:
‌أ)       الأفازيا الحسية (sensory aphasia) : عدم فهم المريض للكلام أو ما يطلق عليه الصمم اللفظي (word deafness) حيث تكون حاسة السمع سليمة ولكن الألفاظ تفقد معناها لدى السامع كما لو كانت تقال بلغة لا يعرفها.
‌ب) الأفازيا المعنوية (semantic aphasia) : حيث يفهم المريض كل لفظ فى الجملة، ولكنه لا يستطيع ادراك ما تدل عليه الجملة كلها من معنى.
‌ج)  العمى اللفظي (word bilindness) : عجز المريض عن فهم الكلام رغم سلامة بصره ويسمى أيضا عجز القراءة (alexia)
‌د)     عجز الرمز البصري (visual asymbolia) : كالعمى اللفظي وإن كان أوسع معنى إذ يعجز المريض عن فهم ما تعنيه أي رموز منظورة من كتابة أو أشكال مرسومة أو إشارات مرور مثلا.
‌ه)   هناك أنواع من الأفازيا نذكرها على سبيل المثال وليس على سبيل الحصر وهي:
1)         الأفازيا التعبير (expressive aphasia)
2)         الأفازيا المركزية (central aphasia)
3)         الأفازيا النسيانية أو الاسمية (amnestic or nominal aphasia)
4)         الأفازيا الحركية (motor aphasia)
5)         الأفازيا الحافظة (receptive aphasia)
6)         الأفازيا الواهلة (amnestic aphasia)
علاج الاصابة بالافازيا
ويمكن أن يسترد المصاب بالأفازيا ما فقده من القدرات المكتسبة بطريق العلاج أو التعلم. وقد أجريت تجارب على مصابين بالأفازيا لاسترجاع ما فقدوه ونجحت هذه التجارب. ولما كانت الإصابة فى المخ، تؤثر فى العمليات الفكرية للإنسان. كما أن الاضطرابات الانفعالية فى الشخصية تؤثر أيضا فى النشاط الذهني للانسان وتجعله فى أحيان كثيرة غير قادر على تكوين المفاهم، ولهذا اهتم العاملون فى ميدان علم النفس الكلينيكي فى الكشف عن مدى تاثير التوافق المرضي للفرد على أسلوب تفكيره وطريقته فى حل مشكلات تتطلب تكوين مفاهيم معينة. 
وفى العادة يطلب من المصاب (المفحوص) القيام بالأعمال المشار إليها والتى تعكس جوانب مختلفة من اللغة. ومن واقع الاجابات يمكن تحديد مستوى الإصابة بالمرض.
ه‌.  الأمراض النفسية اللغوية
سبق الإشارة إلى اضطرابات الكلام واضطرابات النطق والقراءة والعيوب اللغوية وتبين أن من أسباب هذه الاضطرابات اللغوية ما يكون أساسه الأول أسبابا نفسية. ونود أن نضيف فى المجال ما يتصل بلغة المصابين بمرض الفصام، فقد دلت التجارب على انخفاض مستوى الفائض redudancy فى الجمل التى ينطقها المصاب والتى يمكن حذف بعض اجزاء الكلمات أو بعض الكلمات الكاملة من الجملة دون أن يعطل ذلك مقدرة المستمع على مهم الرسالة التى تحملها تلك الجملة. ومعنى ذلك أن المصاب بالفصام schizophrenia فهمه للكلام أقل من فهم الإنسان  السوى وذلك لعدم استفادة المصاب بالفصام من السياقات اللغوية .
ومن الناحية التشخيصية تبين أن المرضى بالفصام يكون الفرد فيهم غير قادر على التركيز و تنشأت أفكاره بشرعة إذا ينتقل من موضوع إلى آخر دون تركيز .هذا واجريت تجارب أخرى على مضمون أو مادة كلام المصابين
ومن مظاهر الاضطرابات النفسية فى الكلام (زهران 1978 ص 518)
1-          تأخر الكلام وقلة (ضآلة) عدد المفردات.
2-          الحبسة بأنواعها المتخلفة .
3-          فقدان القدرة على التعبير الشفوي (الكلام) أو التحريري (الكتابة).
4-          عدم القدرة على فهم معاني الكلمات المنتوق بها.
5-          عدم القدرة إلى إيجاد الأسماء لبعض الأشياء الحسية المرئيات.
6-          العجز عند استخدام القواعد النحوية.
7-          الميل إلى استخدام الكلام الطفلي
8-          الكلام الانفعالي الزائد (التشنجي).
9-          الإبدال مثل التأتأة
10-    العيوب الصوتية
11-    عيوب اللسان مثل اللجلجة والتهتهة.
12-    عيوب النطق والكلام مثل الخمخة (الخنف) بسبب وجود فجوة ولأدية فى سقف الحلق.
13-    عدم التحكم فى سرعة الكلام وما قد يصحب ذلك من اضغام وخلط وحذف.
14-    عسر الكلام وفقدان الصوت الهستيري.
15-    خوف الكلام
ومن الأعراض العضوية المصاحبة ولهذه الاضطرابات:
1-          تحريك الكتفين أو اليدين أو الضغط بالقدمين على الأرض.
2-          ارتعاش رموش العينين والجفون وإخراج اللسان.
3-          الميل بالرأس الامام أو إلى الخلف أو إلى الجنب.
ومن الأعراض النفسية المصاحبة:
1-          القلق وعدم الثقة بالنفس.
2-          الخجل والانطواء والعصابية
3-          سواء التوافق فى الحياة العائلة وفى الدراسة والعمل وفى الحياة الإجتماعية بصفة عامة.

و‌.    علاج الاضطرابات اللغوية
وإضافة إلى ما سبق عرضه عن وسائل فى علاج الاضطرابات اللغوية، نعرض فيما يلى بصورة سريعة بغض الجوانب الهامة فى هذا الشأن :
1-   فيما يتعلق بالأسباب العضوية للاضطرابات اللغوية فإن العلاج الجراحي الطبي يفيد فى بعض الحالات، حيث يمكن علاج الحلل فى بعض النواحى التكوينية والجسمية فى الجهار العصبي والجهار السمعى وجهار التصويت والجهار النفسى فى بعض الأحيان.
فيمكن علاج الحناقة – مثلا – بعمالية جراحية فى الأنف كما يمكن علاج، الخمخمة، بترقيع أو سد فجوة توجد بسقف الحلق.
2-   فيما يتعلق بالاسباب النفسية أو العضوية للاضطرابات اللغوية فإنه يمكن عن طريق العلاج النفسى :
‌أ)       تدريب المصاب على تقليل الخجل ومعالجة أسباب الارتباك والانتواع إلى تؤثر على شخصية المصاب وتزيد من أخطائه واضطراباته اللغوية.
‌ب)  علاج المصابين بالقلق والمحرومين من النوحى العاطفية عن طريق إفهامهم بأهمية التعبير والكلام فى النمو وتقدمه فى البيئة التى يعيش فيها.
‌ج)    تشجيع المصاب على بذل الجهد الذاتى مع استغلال الفترات التى يحدث فيهما تقدم لغوي ملحوظ لتشجيعه وتقوية روحه المعنوية وثقته بنفسه.
‌د)      تمكين المصاب (عند الكبار فى العادة ) على معرفة أسباب مشاكله الانفعالية ومعاونته على خلها ومن ثم إعادة انزائه الانفعالى.
‌ه)    أحيانا يعالج ققدان الصوت الهستيري hysteric dumbness بالإيحاء suggestion  أو باستخدام أدوية نفيسة placcboo .
3-   فيما يتعلق بالأسباب الإجتماعية الأسرية التى تسبب الاضطرابات اللغوية والتى تتعلق بالقلق الزائد وما يتبعها من تدليل وتسلط والاستجابة الكاملة أو الجزئية لحاجات الطفل دون الحاجة إلى كلامه أو الحرمان الانفعالي والافتقار إلى العطف والحنان كل هذه الأسباب يمكن علاجها فى العبادات النفسية أو عن طريق الإحصائي النفسي بترشيد الوالدين وعلاج الأسباب والقصور المتعلق بالنواحى العاطفية والوجدانية، وتجنب الأخباط والعقاب، وتحقيق أمن الطفل بكافة الطرق.
4-   فى العيادات النفسية تعالج بعض الاضطرابات اللغوية بالاستخدام وسائل متخلفة منها، طريقة الاسترخاء الكلامى والتمرينات الالقاعية فى الكلام، وتعليم اللغة من جديد، والتدريج الكلامي من الكلام السهل إلى الصعب وتدريب اللسان والشفاه والخلق (مع الاستعانة بمراة) وتمرينات علاجية فى المضغ والبلع لتقوية عضلات جهاز الصوت، وتمرينات التنفس فى الزفير والشهيق لإخراج الأصوات والكلام، وتدريب المصاب على تنظيم سرعة الكلام (البطئ والسريع) والنطق المضغن وتمرينات الحروف المتحركة والطريقة الموسيقية فى تعليم كليات الكلام والألحان.





Tidak ada komentar:

Posting Komentar