Minggu, 31 Mei 2015

اللغة و الكلام

‌أ.       تعريف اللغة والكلام
1-  تعريف اللغة
اللغة بمعنى اللغوى هي من مادة "ل غ و"، وفعلها  من باب: "دعا، وسعى، ورضى"، ووزنها : فعة. حذفت لامها و عوض عنها هاء التأنيث. وابن جني يرى أنها : فعلة من "لغوت" أي تكلمت، وأصلها "لغوة" ككرة وثبة كلها لاماتها واوات.[1]
وأما اللغة فى الاصطلاح كما قال روى.س. هجمان فهي قدرة ذهنية مكتسبة نسق يتكون من رموز اعتباطية منطوقية يتوصل بها أفراد مجتمع ما.[2] وهذا التعريف يطابق بما قاله kridalaksana والذى نقله abdul chaer فى كتابه linguistik umum، حيث قال أن اللغة هي نظام اعتباطي لرموز صوتية تستخدم لتبادل الأفكار والمشاعر بين أعضاء جماعة لغوية متجانسة.[3]
فيستفاد من هذين تعرفين أن اللغة وسيلة مهمة فى الربط بين الأفراد المجتمع والتعبير عن شؤونهم المختلفة فكرية كانت أو غير فكرية، من كل ما يهمهم فى حاجاتهم الخاصة والعامة.
ويبرز من هذين تعريفين النقاط التالية :
‌أ)       اللغة نظام : أن اللغة تخضع تنظيم معين أو تبدى تنظيما معينا فى مستواياتها الصوتية والفونيمية والنحوية والدلالية أو نقول أن اللغة ليست فوضية بل تخضع لتنظيم محدد.
‌ب)  اللعة اعتباطي : اللنظام الذى تبديه لغة ما، ليست منطقيا و لاتخضع لتبريرات، فهو أساس نظام اعتباطى. وعلى سبيل المثال بعض اللغة تبدأ الجملة فيها بالاسم عادة كما هو معروف فى اللغة العض اللغة تبدأ الجملة فيها بالاسم عادة كما هو معروف فى اللغة الإنجليزية و الأخر تبدأ بالاسم كما فى اللغة العربية.[4]
‌ج)    اللغة ذات طبيعة صوتية : أن الطبيعة الصوتية فى اللغة هي الأساس، بينما الشكل الكتابى فى المرتبة الثانية، فكثير من الناس يتكلمون لغة دون أن يستطيعوا كتابتها.
‌د)      اللغة رموز : فالكلمات رموز لما تدل عليه، وليست ما تدل عليه، فكلمة بيت ترمز إلى شيئ الذى هو البيت ولكنها ليس البيت ذاته.
‌ه)    اللغة مكتسبة : أن اللغة ليست غريزية فى الإنسان، فالإنسان يتعلمون اللغات بالاكتساب من خلال الاحتكاك والتفاعل مع أبناء المجتمعات وثقافتها.[5]
وتتكون اللغة على المكونات التالية :[6] 
‌أ)        الأصوات (phonology) مجموعة الوحدات الصوتية التي تساعد على تمييز نطق لفظة ما عن لفظة أخرى في لغة ما أو لهجة ما مما يشكل في النهاية نظام الأصوات الكلامية 0
‌ب)  التراكيب (Morphology) وتتعلق ببناء شكل الكلمات في اللغة كصيغ مختلفة وهي تعرف بنظام بناء شكل الكلمات
‌ج)   النحو (Syntacx)  ويقصد بها قواعد اللغة وطريقة بناء الجملة في كلمات بناءً على  قواعد  ثابتة ومحددة
‌د)       المعاني (Semantics) وهي معاني المفردات والجمل التي تتكون فيها اللغة
‌ه)   الجوانب الاجتماعية ( pragmatics) وتتعلق بتوظيف اللغة في المجالات الاجتماعية وفهم المعنى الاجتماعي للتواصل اللغوي ولها أبعاد تتعلق بالجوانب الاجتماعية والثقافية للفرد


2-  تعريف الكلام
الكلام فى اللغة من "ك ل م" يأتى منه الكلم وما تصرف منه بمعنى الجرح، والكلام ما غلظ من الأرض وفى كل ذلك شدة وقوة.[7]
أما الكلام فهو عبارة عن القدرة علي اصدار الاصوات بشكل صحيح ووضع هذه الاصوات مع بعضها للتتناسب بسهولة في اطار الصوت والايقاع الصحيح وتكون نتيجة ذلك أنه يمكن تمييز هذه الاصوات وفهمها بسهولة في شكل كلمات وجمل.[8]
فالكلام يتضمن التنسيق بين أربع عمليات رئيسية هي [9]:
أ‌)        التنفس (Respiration) لتوليد الطاقة من أجل إنتاج الصوت.
ب‌)     إنتاج الصوت في الحنجرة (phonation) لإنتاج الأصوات من  الأوتار الصوتية.
ت‌)     الرنين (Resonation) من أجل إعطاء الصوت خصائص المتفردة والتي تعرف بالتكلم
ث‌)     النطق (Articulation) وهي حركة الفم واللسان التي تشكل الصوت لوحداته الصغيرة مما يشكل الكلام.
‌ب.     العلاقة بين اللغة والكلام
1-              الفرق بين اللغة والكلام
يتمثل الفرق بين اللغة والكلام فى أن اللغة هي نظام من الرموز الصوتية المتفق عليه فى البيئة اللغوية الواحدة باعتباره حصيلة الاستخدام المتكرر لهذه الرموز الصوتية التى تؤدى المعانى المختلفة. وأما الكلام فهو الكيفية الفردية لاستخدام اللغوى.
وقال الدكتور تمام حسان فى كتابه "اللغة العربية معناها و مبناها" أن الفرق بين اللغة والكلام من زوية طبيعة كل منهما وتكوينه هو أن الكلام عمل واللغة حدود هذا العمل، والكلام سلوك واللغة معايير هذا السلوك، والكلام نشاط واللغة قواعد هذا النشاط، والكلام حركة واللغة نظام هذه الحركة، والكلام يحسن بالسمع نطقا والبصر كتابة، واللغة تفهم بالتأمل فى الكلام، و الكلام هو المنطوق والمكتوب واللغة هي الموصوفة فى كتب القواعد وفقه اللغة والمعجم وغيرها، والكلام قد يحدث أن يكون عملا فرديا ولكن اللغة لا تكون إلا اجتماعية.[10]
وضفولة القول فى الفرق بين اللغة والكلام أن النشاط اللغوى ذو مظهرين:
أولهما: ذهنى، وثانيهما: واقع، أما الأول فهو اللغة وأما الثانى فهو الكلام، ومن هنا كان تعريف اللغة عند المحدثين وعلى رأسهم دى سوسير هي تلك الصورة الذهنية التى توجد فى عقل الجماعة اللغوية، أما عندما تخرج هذه الصورة إلى الواقع وتتحقق على لسان أي فرد من أفراد هذه الجماعة فإنها _حينئذ_ لا تكون لغة وإنما تكون كلاما.[11]
2-        التمييز بين اللغة والكلام
ويمكن أن نميز بين اللغة والكلام من منظور دي سوسير على النحوى التالى :
أ‌)         يرتبط الكلام فى الحقيقة باللغة، ويتحقق كنتيجة لاستعمال اللغة، ويمكن اعتباى الكلام بمثابة عمل أو مظهر لغوي محدد.
ب‌)      اللغة واقع اجتماعي ثابت، بينما الكلام عمل فردي متغير
ت‌)      اللغة هي نتاج ينطبع به الفرد، بيتما الكلام فى المقابل عمل إرادى
ث‌)      اللغة هي الجزء الإجتماعي من عملية تكلم
وخلاصة القول أن هناك علاقة وثيقة بين اللغة بمعنى نظام والكلام اذى هو تطبيق حسى لهذ النظام، إذ إن وجود كل منهما مرتبط بوجود الأخر فاللغة مطلوبة حتى يفهم الكلام ويحقق غرضه، والكلام مطلوب حتى تتكون اللغة.
وأهم الفروق التى تميز بين الكلام عن اللغة هي :[12]
أ‌)         الكلام نشاط فردي (أحداث فردية) متنوع مختلط مبتكر، و أن اللغة نظام من علامات ما هو ضروري فيها : اتحاد المعانى بالصور الصوتية
ب‌)       أن الكلام ليس وسيلة جمعية إنه مجموع أحداث الفردية فحسب. و أما اللغة فنموذج جمعي عند كل فرد، وهي الادة المشتركة بين كل المتكلمين.
ت‌)      اللغة ليس كالكلام، إذ يمكن أن ندرسها مستقلة
اللغة علامات مختزنة يتلقاها كل فرد من الأفراد الأخرين الذين يستخدمون اللغة نفسها فى المجتمع المعين، وعلى هذا فهي موجودة بالقوة (أي كامنة) على حين أن الكلام موجود بالفعل (أي حادث)
3-    علاقة بين اللغة والكلام
أن اللغة منظومة اجتماعية، ولكنها تتجسد فى إنتاجات فردية لولاها لما كانت اللغة حية، هذه الانتاجات قد تأخذ أشكالا مختلفة : خطاب، درس، رسالة، قصيدة، رواية،، مثل، فتسمى هذه الإنتاجات الفردية كلاما. ولا يشترط فى الكلام ان يكون منطوقا، فهو قد يأخذ الشكل المكتوب بأي طريقة من الطرائق (كتابة عادية، كتابة صوتية، كتابة بلغة "المورس" وغير ذلك) أو أي شكل أخر كأن يعبر عن الكلمات بوسطة الإشارات.[13]
فإن اللغة والكلام يعتمد كل منهما على الأخر. فاللغة ضرورية إذا ما أردنا أن يكون الكلام واضحا، وأن ينتج كل تأثيراته، وكذلك الكلام هو ضروري لتأسيس اللغة.[14]
ونعرف من هذا البحث أن اللغة هي آلة ونتاج للكلام، ومع ذلك فاعتمادها المتبادل لا يمنعها مرة أخرى أن يكونا شيئين متنيزين تماما، فاللغة موجودة فى شكل مجموعة من الانتباعات المودعة فى عقل كل فرد من الجماعة. وأما الكلام فدوره فى الجماعة نفسها جدا مختلف، فهو مجموع ما يقوله الناس، ولذا فالكلام ليس آلة جمعية، فصوره فردية لحظية، وهو موجود فى مجموع الأحداث الخاصة.[15]
ونستطيع أن نقول أن هناك علاقة وثيقة بين اللغة بمعنى النظام و الكلام الذى هو تطبيق حسي لهذا النظام، إذ أن وجود كل منهما مرتبط بوجود الأخر، فاللغة مطلوبة حتى يفهم الكلام ويحقق غرضه، والكلام مطلوب حتى تتكون اللغة.




[1]  تونيس محمد شاهين، دراسات لغوية : عوامل تنمية اللغة العربية،ط.2(عابدين: مكتبة وهبة،1993)،ص 21
[2]  محمد محمد داود، العربية وعلم اللغة الحديث، (القاهرة: دار الغريب، 2001)، ص 44
[3]  Abdul Chaer, Linguistik Umum(Jakarta;Rineka Cipta,2003)hal 32
[4] محمد على الخولى، أساليب الندريس اللعة العربية(القاهرة:دار الفلاح، 2000) ص 15
[5] على أحمد مذكور، تدريس فنون اللغة العربية (القاهرة : دار الشواف، 1991) ص 32
[7]  عبد الغفار حامد هلال، اللهجات العربية:نشأة وتطورا،(القاهرة:دار الفكر العربى،1998)،ص 13
[8]  http://vb.groub.com/archive/index.php/t-3064.html

[9]  http://www.wahajr.com/hajrvb/showthread.php?s=&threadid=402700524

 

[10]  تمام حسان، اللغة العربية معناها ومبناها،(القاهرة: عالم الكتب،2004)،ص 32
[11] محمد عريان، كلية اللغة العربية (جامعة الأزهر القاهرة)، ص 13
[12]  محمد حسن عبد العزيز، سوسير:رائد علم اللغة الحديث،(القاهرة: دار الفكر العربي،دون السنة)،ص 23
[13]  مصطفى حركات، اللسانيات العامة وقضايا العربية،(بيروت:المكتبة العصرية،دون السنة)، ص 8-9
[14] محمد فتيح، الفكر اللغوى،(القاهرة: دار الفكر اللغوي،1989)، ص 52
[15] المرجع السابق، ص 53

Tidak ada komentar:

Posting Komentar