Minggu, 31 Mei 2015

علم اللغة النفسية

أ‌.       موقف علم اللغة النفسية
كما أشار إليه الدكتور عبد العزيز بن إبراهيم العصيلي  أن علم اللغة النفسي psycholingusticsأو ما يطلق عليه البعض تجوزا : عمل النفس اللغوي Psychplogy of language, فرع من فروع علم اللغة لكنه يقع في الجانب التطبيق منه, أي في مجال اللغة التطبيق. هو ثمرة الألتقاء  بين علم اللغة و علم النفس, ذلك الألتقاء الذي بدأ في الولايات المتحدة الأمريكية في أوائل الخمسينات الميلادية من القرن العشرين, عندما قام تعاون و ثيق بين علماء اللغة و علماء النفس[1].
وعرّف عبد المجيد سيد منصور أن علم اللغة النفسى هو علم يهتم بقضايا اللغة من الناحية النفسية[2]. و هو يتعلق كثيرا بالكفائة النفسية و يأثرها أمر يسير في المنهج المخصص كما أ قال سمسكي   " “ chomsky " The idealized knowledge a speaker or hearer, has of a particular language system and performance the actual use to which a speaker-hearer puts his competence”[3].


ب‌.الدراسات اللغوية النفسية
أولي الدراسات النفسية اللغوية
فيما يلي نتائج و آراء الدراسات النفسية اللغوية و التي كانت هاديا للدراسات  الحديثة (خرما 1978- ص ص 101-120)
1.   دراسات تورنديك thorndike
أشار تورند يك  وظيفة اللغة تقوم علي التعبير عن أفكار الأنسان المتكلم أو عواطفه و وجداناته و هذ الرأي غير دقيق. فاللغة لا تستعمل للتعبير فقط و لكنها تستعمل أيضا لاثارة أفكار و مشاعر السامع, بل قد تدفعه للعمل و الحركة.
فالناحية  الأهم في اللغة, ليست هي مطابقة الكلمات المنطوقة أو المكتوبة للصوت والأفكار الذهنية المعبر عنها بل ما تحدثه من أثر في السامع أو القارئ. فاالوظيفة الأساسية للغة هي إحداث استجابات عند من تحدث إليه. سواء كانت هذه الأستجابات هي إثارة أفكار و مشاعر معينة أو تحريك الفرد للعمل.
لهذا فنحن لا نتكلم لمجرد التعبير عما نشعر به, ولكن ليترتب علي هذا الكلام أثر مقصود يصدر ممن نتحدث معه.


2.   درتاسات واتسون
من وراد المدرسة السلوكية "جون واتسون " و قد أشار في دراسته إلي أن اللغة و الكلام شيئ واحد و اعتبر اللغة هي الكلام المنطوق فعلا, و اعتبر التفكير نوع من الكلام الداخلي المنطوق علي مستوى الحنجرة فقط.
و إن كانت آراء المدرسة السلوكية, و استمرت فترة من الزمن إلى أنها لم تثبت طويلا, إذا بالتجربة أن إيقاف أعضاء النطق عن طريق التخدير, يوقف كل من القدرة على النطق و التفكير
3.   دراسات سكنير
واستمرت أثر المدرسة السلوكية في علم النفس علي الدراسات اللغوية حتى الخمسينات. ففي أمريكا أشارت تجارب " سكنير" إلى اللغة على أنها عادة مكتسبة, مثلها في ذلك مثل العادات الأخرى التي يكتسبها الأنسان أثناء نموه من الطفولة إلي الرجولة (سكنير _ 1957 و الوارد متخص عنها في 1959 – ص-ص 58- 26 ).
إضافة إلي ذلك, فإن سكنير إعتبر أن التفكير نوع من السلوك البشري مثل السلوك اللغوي, و أشار إلى عدم جواز التمييز بينها علي أنها شيئان مختلفان.


4.   دراسات بافلوف و نيمو تسكي و لو ريا
و في الأتحاد السوفتي كانت الدراسات التي أقامها "بافلوف" و بعض العلماء هناك تتفق في الرأي مع ما نادى به " سكينر " و مدرسته في أمريكا, حيث رأى هؤلاء العلماء أن اللغة تتألف من ردود أفعال أو استجابات للمؤثرات الخارجية بحيث يؤدي الشكل المقبول أجتماعيا منها إلى تكوين عادة لدي الفرد, و هذه العادة يتم تكوينها و تثبيتها عن طريق الثواب الذي يقدمه المجتمع للفرد سواء تمثل هذا المجتمع في الوالدين في بادي الأمر, في الطفولة أو امتد إلي أبعد من ذلك في المراحل المتقدمة من العمر. و عندما يتعلم الطفل اللغة  بهذه الطريقة فإنه يتوصل في النهاية إلي حفظ و اخترزان عدد محدود من نماذيج الجمل التي يمكن مدها و توسيعها أفقيا بطرق مختلفة مع الإبقاء على أساس كل نمودج منها على ما هو عليه, و عندما يتأثر الفرد بمؤثر خارجي يستجيب له إحدى هذه النماذج المخزونة عنده. هذه بعض من الدراسات اللغوية الأولى, و هي لا تمثل كل الدراسات التي تمت في التجريب اللغوي[4].




الدراسات النفسية اللغوية الحديثة
1.   دراسة تشومسكو
في رأي ( تشومسكي 1957) أن اللغة عملية عقلية معقدة, و أن الأنسان يولد ولديه قدرة لغوية محدودة تساعده علي أكتساب أية لغة يعيش في مجتمعها, و أضاف تشومسكو إلى ذلك, بأن هناك صفة هامة للغاية من صفات اللغة, و هي قدرة المتكلم بلغة معينة علي تأليف و أبتكار جمل و تعابير جديدة لم يستخدمها أحد من قبله, أو على الأقل لم يسمعها هو نفسه من قبل[5].
2.   دراسات سوسير  F. de saussure
هو من رواد البحث اللغوي في عالمنا المعاصر, و تشير دراساته إلي أفضل منهج لدراسة اللغة يكون عن طريق القواعد أو القوانين التي تحكمها, أو عن طريق معرفة البنية أو التركيب الخاص بهيكل هذه اللغة.
        ويؤكد منهج " دي سوسير" البنيوى اللغوي verbal structure أي التركيب الداخلي ( الصرف و النحو ) للغة باعتبار أن ذلك أهم مميزاتها, كما يؤكد أهمية للغة المنطوقة أو لغة الحديث, أذ أنه يعتبرها, المظهر الأول الأساس للغة.
وما يعنينا من الناحية النفسية أن " دي سوسير" اعتبر اللغة ظاهرة اجتماعية ينبغي  دراستها على هذا الأساس, فالعلاقة قوية جدا- في نظره- بين لغة و مجتمع معين, وما يدور في أذهان المتحدثين بتلك اللغة, و بذلك أكد " دي سوسير " العلاقة الوثيقة بين اللغة و الفكر
و اتبع نفس المنهج الذي استخدمه "سوسير" في البحوث اللغوية, بعض علماء أمريكا المهتمين بدراسة علم الأجناس (لأنثر و بولوجي) أمثال "بوس" boas”" و سابير " sapir" و بلومفيلد" blomflied" و إن كان لهم آراء تخالف آراء " دي سوسير" فإن كانت آراء تشومسكي " ودي سوسير" تعتبر اللغة نظاما مشتركا بين أبناء المجتمع الواحد.
 كما أن الكلام الفعلي يعتبر مظهرا من مظاهر القدرة اللغوية الكاملة, و يستفيد الفكر أيضا من النظام المتمثل في اللغة, إلا أنه ظهرت آراء معارضة لوجهة النظر هذه ( خرما – 1978 – ص 112) و تتمثل في:
3.    دراسات وورف و همبولت و سابير
تشير دراسات وورف و همبولت في أوربا و دراسات سابير في أمريكا إلى أن اللغة لها تأثير كبير على الطريقة التي يفكر بها أفراد المجتمع الذين يتكلمون لغة واحدة, و التي تختلف عن طريقة تفكير أفراد مجتمع آخر يتكلمون لغة أخرى. وإن كان هؤلاء لم يوضحوا نوع العلاقة بين اللغة و الفكر, إلا أن " بينامين لي وورف " ذكر أن البنيوي اللغوي أو التركيب اللغوي هو الذي يحدد الفكر و يسيطر عليه سيطرة كاملة, و لذلك فإن معرفة البشر بهذا العالم ومجاربهم فيه ونظرتهم إليه و مواقفهم منه, تختلف باختلاف اللغات التي يتكلمونها
4.   دراسات بلومفيلد
من أهم ما تميزت به الدراسات اللغوية في النصف الأول من القرن الحالي ما يسمى المنهج البنيوي الوصفي و يعتبر " بلومفيلد" ممن قاموا بعرض هذا الأتجاه في أمريكا, و في العالم أجمع, و هذا المنهج من أحدث المناهج في الدراسات اللغوية, و تتميز هذه الدراسات بما يلى :
1.      التركيز علي التركيب الشكلي أو البنية الظاهرة للغة, مما ترتب عليه اكتشاف قواعد جديدة لكل لغة من اللغات الأوربية الحديثة على وجه الخصوص.
2.      تأثر اللغة في هذه الحقبة بالمذهب السلوكي في علم النفس الذي كان سائدا في أوربا و أمريكا, والذي كان يهتم بدراسة ظاهرة السلوك فقط علي أساس أن السلوك مكون من عادات مختلفة, حيث تتكون اللغة عن طريق مثير واستجابة و الثواب و يتكرر الموقف حتى يثبت الصحيح أو المتعارف عليه منها فيستخدم الأنسان هذا السلوك اللغوي في حياته ومعاملاته[6].



1.       عبد العزيز بن إبراهيم العصيلي, النظريات اللغوية و النفسية و تعليم اللغة العربية, جامعة الأمام بن سعود الإسلامية, 1320 ه ص 13
2. عبد المجيـد : عبد المجيد سيد أحمد منصور، علم اللغة النفسى. – ط ۱. – الرياض: عمادة شوئون المكتبات، جامعة الملك السعود، ۱۹۸۲م۳٦۷ص
3. انسف تيلر, علم اللغة النفسي, جامعة ترنطو,,  prentice- hall, INC, ص 3
5. الدكتور عبد المجيد, علم اللغة النفسي, جامعة الملك سعودي, ص 139
7. المرجع السابق : ص 132

2 komentar: