Minggu, 31 Mei 2015

أسبابا وعوامل التطور الدلالى

الحقائق التي لا يختلف عليها لغويان, أن اللغة ظاهرة من الظواهر الاجتماعية المتطورة باطراد, ومن أكثر جوانب اللغة تطورة الجانب الدلالى, دلالة الالفاظ اللغة في تطور و تغير مستمر. من حيث كانت الدلالة ناجمة عن وضع اجتماعي. وهذا التواضع عرضة للتغير و التطور, و لذالك كان تغير الدلالة لتغير المواضعة وفق ما تمليه الظروف المستجدة في حياة الجماعة اللغوية . هذا التطور يتأثر بعوامل كثيرة, كما أنه يتخد أشكالا متعددة , وهذه الاشكال و تلك الاسباب نود الاشارة إلى أن التطور الدلالى في ثلاثة الجوانب :
دراس اللغويون هذا الاسباب , و يمكن اجمال ما توصلوا اليه من أسباب فيما يلي :
1.    الانحراف المعنى
الانحراف اللغوي عمد اللغويين يعنى ان يستعمل المتكلم كلمة بنعنى غير معناها الصحيح, ثم تنتشر هذه الكلمة بهذا المعنى الجديد و الغريب عليها حتى تصير واقفا لغويا , لا شك أن اللغويين يتصدون لمثل هذه الكلمات بالتعقيب و التصحيح. و ير فضون تماما استعمالها بهذه الدلالات الجديدة, حتى و ان لاقت قبولا بين الجماعة اللغوية , و لعل أوضح دليل لذالك هو كثرة كتب التصحيح اللغوي قديما وحديثا.
2.    التطور الصوت
من العوامل المؤثرة كذلك في تطور الدلالة الكلمة ما يحدث لها من تطور فى بنيتها الصوتية , فمن المعروف أن ثبات اصوات الكلمة يساعد على ثبات معناها , وكلما زاد تعرض أصواتها للتغيير زاد تعرض دلالتها للتغيير و الانحراف أيضا . فمن ذلك مثلا كلمة: ( كماش ) , وهى كلمة فارسية الاصل و تعنى نسيج من القطن الخشن , وقد تطور صوت الكاف الى القاف لتقارب محرجيها فوافقت كلمة (قماش) العربية في أصواتها و التى تعنى أراذل الناس .
3.    كثرة دوران الكلمة واستعمالها
من الملاحظ أن الكلمة يكثرتعرضها للتغير الدلالى كلما زاد استعمالها كثرة دورانها فى الكلام , فمن ذالك مثلا كلمة " الرث" فقد كانت تطلق الاصل على الخسيس من كل شيئ, ثم كثر استعمالها للخسيس من كل شيئ, ثم كثر استعمالها للخسيس من الملا بس الفرش خاصة , حتى حملت هذا المعنى دون معناها الاوال العام , ومثل ذالك فى الكلمة " المدام " فقد كانت فى الاصل تطلق على كل ما سكن و الدام ثم كثر استعمالها فى الخمر خاصة , من حيث كانت الخمر تدوم فى الدن و يطول بقاؤها , فذهب المعنى الاول وبقى الثانى بحكم كثرة دورانه في كلامهم .
4.    التطور الاجتماعي والثقافية
هناك تطورات اجتماعية و حضارية تؤدي – في غالب الاحيان – الى تطور اللغوي , فتموت الفاظ و تحي اخري وتتبدل معانى بعض الالفاظ وقد يكون شكل الانتقال الدلالى من الدلالت الحسية الدلالات التجريدية نتيجة التطور العقل الانسان و رقية . وقد يعيش المعنى القديم للكلمة جنبا الى جنب مع المعنى الجديد , فلا يمكون احدهما أحق بالاصالة حينئذ من الاخرى . وقد يموت المعنى القديم و يبقى المعنى الجديد وحده على الساحة اللغوية.
المثال بكلمات تطورت دلالاتها بسبب تغيير الطبيعة مسمياتها , أو تطور الشؤن الاجتناعية المتصلة بها , مثل كلمة " الريشة " فقد كانت تعنى فى القديم ريشة الطائر, ثم أطلقت الة الكتابة وقد انكانت الريشة تستخدم في الكتابة ثم اطلقت على ما يكتب به , سواء أكان أم غير الريشة كالقصبة والقطع المعدية و خلافه.
5.    اختصار العبارة
قد تؤدى كلمة واحدة من العبارة ما كانت تؤديه العبارة كاملة قبل اخاتصارها . وذالك نتيجة الترابط القوي بين كلمات العبارة واستعملها بهذه الصورة استعمالا متكررا. و هنا يتغير معنى الكلمة , وتصبح الصلة بين معناها الجديد ومعناها القديم بعد عدة أجيال متعاقبة غير واضحة, من ذالك مثلا قولهم " فلان ابن ذوات "    
  فقد كان أصلها " فلان ابن ذوات أملاك" فلما احتصر كلمة " ذوات " التى بمعنى أصحاب معنى جديدا وهو الاغنياء , كأنك تقول " فلان ابن أغنياء . و مثل ذالك "فلان بلغ " وكان أصلها بلغ الحلم, فحمل البلوغ معنى جديد . ومثل ذالك في قولهم " فلان عنده الضغط " اى ضغط الدام " فلان مبسوط " مبسوط الرزق . ومثلها " خطب الرئيس " اي رئيس الدولة
6.    ظهور الحاجة
مع التطور سريع الخطاب الذي يشهد العالم في كل زمن في شتي مجلات الحياة تنشأ أفكر جديدة . وكان لا بد لكل فكرة من تعبير عنها تناسبه , و هنا يلجاء أبناء اللغة الى تراثهم اللغوي فيحيون بعض ألفاظها.مثل : سيارة التي كانت في الماضى بمعنى القافلة , على ما ذكرنا سلفا, و لا شك أن هذه الكلمة بهذا المعنى لها علقة بالسير, ثم أراد المحدثون إطلاق الكلمة على تلك الالة المعروفة . فاستعاروا لها السيارة , لما لها من وجه تعلق بأصل المعني القديم, وهو عملية السير.
7.    التلطف فى التعبير المبتذل
تضم لغات البشر بعامة – على اختلافها و تباين خصائصها مجموعة من الكلمات ذات الايحاءات المكروهة , وكذلك الكلمات الذي يستقبح ذكرها تصريحا , ولذالك تقوم الجماعة اللغوية عن قصد  منها باحداث مصطلاحات الجديدة عرض عن مثل هذا الكلمات , وتجمل هذه المصطلحات البديلة فى العادة معانى قديمة , ومن ثم فان الافاظ البديلة تحمل معنيين : أحدهما قديم و الاخر حديث , يعبر عن معان مستحبح ذكرها , أو ذات ايحاءات نفسية مكروهة , و هذه الظاهرة يطلق عليها فى علم اللغة (Taboo) او الحظور , او للامساس. مثل الخمر أنه خبائث.
8.      التطور مسم نفسه
قد ينتج التغيير الدلالى للكلمة من جراء  ما يلحق مسماها من تطوير فتبق الكلمة محتفظة بهيئتها الصوتية مع تغير المسمى , من ذلك الكلمة سفينة , فانها كانت تطلق قديما على السفينة البدائية ذات المجاديف او الاشرعة , ثم اذا تطلق الان على أحدث المركبات البحرية تطورا , ومعنى هذا أن التماثل الاساسي فى الوظيفتين القديمة الحديثة المدلول كلمة ( السفينة ) كان سببا فى اعاطة اللغة عن ملاحقة التقدم الحضارى, او محاولة وضع اسم جديد للمركبة الحديثة. و من كلمة " الدبابة " فقد كانت قديما تطلق على الة بدائية تستخدت لاقتحام الحصون , أما الان فهي تطلق على تلك المركب المدرعة المزودة بأحدث اليات الحرب الحديثة.
      قال pedeta أن تطور الدلالة ينقسم الى أربعة أقسام هي :


1.    الجانب النحوي
حيث يلحق التطور القواعد الخاصة بتركيب الجمل ووظائف الكلمات , فضلا عن التطور الحادث في الاشتقاق و التصريف , و يمكن التمثيل ذالك بتجرد اللهجات العامية العربية من علامات الاعراب , واستعاضتها عن العلامة بتسكين أواخر الكلمات , أو استخدام الراو في الاسماء الخمسة نحو : جاء أخوك , و قابلة أخوك , و سلمة على أخوك , و كإدخال على الفعل المضارع في نحو : بيعمل.
2.    الجانب الاسلوب
حيث يلحق الاساليب تطور ملحوظ من عصر الى العصر الاخر كما قد ذكر فى اللهجات العربية العامة , فقد تأثر كثيرا باترجمة في عصؤنا الحالى, لما ظهر الاسلوب العلمى الذي تميز باالدقة في التعبير عن الحقائق العملية و الاجتماعية و سائر فروع العلم.
3.    الجانب المفردات
وهو التغير الذي يلحق معنى الكلمة القديم الى المعنى الجديد اخر لظروف ثقافية و بيئة. و هذا الجوانب هو الذي سنتواله بالتفصيل في الصفاحة التالية إنشاء الله.
واجد الاشارة هنا الى أن التطور المقصود عند علماء اللغة لا يعنى أكثر من مرادف كلمة التغيير . ولا يقصد به ما عناه غيرهم من كونه حكما معياريا يقترن بالصاب و الخطاء , كتطور الالة الافضل لتؤدي عملها بكفاءة أعلى او أجود.
إن التطور الدلالي في حقل المفردات قد طرأ عليه تطور كبيرا. وحسيك أن تنظر في أي معجم عبي قديم, ثم تقارن بين معاني الفاظه و المعاني التي اكتسبتها هذه الالفاظ في العصر الحالي. وسنرى أن كثيرا من الفاظها قد لحقه التطور في دلالتها , فلم تعد تؤدي من المعاني ما كان يقصد بها في العصور الخالية . 


Tidak ada komentar:

Posting Komentar